د. المسند يدعو لإنشاء هيئة عالمية لتفسير القرآن الكريم ">
الجزيرة - تركي الفهيد:
دعا الدكتور عبدالله المسند الباحث والأستاذ المشارك بجامعة القصيم للعمل على تفسير القرآن الكريم بشكل جماعي عبر هيئة عالمية تضم علماء شرعيين ومفسرين مختصين، وبالاستعانة بمختصين في مجالات علمية وطبية واجتماعية مختلفة في بعض الآيات القرآنية للوصول إلى تفسير شامل، ومتكامل للقرآن الكريم؛ يكشف عن أسرار وكنوز ظلت متوارية عن عقل التفسير «المفرد» على حد وصف الباحث.
وناشد الباحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتبني مشروعه «الهيئة العالمية لتفسير القرآن الكريم» ليكون اسمه مرتبطاً بأكبر وأفضل وأعظم مشروع ديني ثقافي عصري يُعنى بتفسير القرآن الكريم، ويُخلد اسمه كما خُلدت أسماء من قبله كابن كثير والقرطبي والطبري وابن سعدي وغيرهم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وأطلق الدكتور المسند مبادرة لإنشاء «الهيئة العالمية لتفسير القرآن الكريم» كمشروع هو الأول من نوعه، حيث لم يسبق أن تم تفسير القرآن الكريم تحت مظلة جماعية، وهيئة إدارية، ودوائر تخصصية، وتحديثات دورية، ولم يسبق لتفسير من قبل الاستئناس بآراء علماء غير متخصصين بالتفسير ومن علوم شتى، وذلك بشكل أساسي ودوري ومنظم ومؤطركما دعا له «المسند» حيث اقترح تشكيل هيئة عليا تضم متخصصين في التفسير وعلومه تتبع لها دوائر تضم علماء في مجالات الشريعة، الطب، الجغرافيا، الجيولوجيا، النبات، الحيوان، الفلك، الاجتماع، التاريخ، اللغة... إلخ .تستأنس الهيئة العالمية في تفسيرها للقرآن الكريم بآرائهم ونظراتهم، وتأملاتهم، وخبراتهم، وتجاربهم بناء على تخصصاتهم الدقيقة، وعلى العلوم والكشوف العلمية التجريبية عند تفسير بعض الآيات القرآنية ذات العلاقة.
وبرر الدكتور المسند دعوته لإيجاد تفسير جماعي للقرآن الكريم لوجود نحو 150 تفسيراً وتعبيراً للقرآن الكريم القاسم المشترك فيها أنها تحمل عصارة فكر رجل واحد هو «المفسر» الذي قال: إن شخصيته، وفكره، ومذهبه، وخلفياته الثقافية، والاجتماعية، والسياسية تنعكس على تفسيره للقرآن الكريم لذا تأتي كتب التفسير في الغالب عاكسة لشخصية المفسر، وزمانه، ومكانه شاء ذلك أم أبى، إذ لا يستطيع المفسر التخلص أو الانفكاك عن خلفيته المذهبية، والعلمية، والثقافية، والنفسية، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، وفي الوقت نفسه لا يستطيع المفسر أن يتقمص دور غيره عند الكتابة والتفسير، وقد يُستثنى من التعميم بضعة تفاسير ثنائية معدودة، وفي غمرة التفاسير المفردة مغمورة.
كما أن تخصص المفسِّر وميوله العلمية تنطبع في الغالب على تفسيره بشكل يدفع التفسير إلى إشباع تخصص وعلم على حساب آخر، وأضاف أن هذا النهج في التفسير يجعل العلماء لا يكادون يجمعون على أن كتاباً بعينه هو الأكمل والأصوب والأفضل والأصح، بل نجدهم يذكرون محاسن الكتاب، وبالمقابل يعددون القصور فيه، وما ذاك إلا لأنه عمل فردي ومحاولة بشرية قاصرة، ومن هنا جاءت الدعوة لإيجاد تفسير جماعي للقرآن الكريم، لتتطلع الأمة إلى إيجابيات، ومحاسن التفسير الجماعي ليكشف لنا أسراراً وكنوزاً وعلوماً ظلت متوارية عن العقل المفرد حتى هذه اللحظة أزعم.
وقال المسند مع أن كتب التفاسير فاقت 150 تفسيراً للقرآن العظيم، إلا أنه يبقى تفسير القرآن باباً مشرعاً إلى يوم الدين، والتنافس والتسارع إلى خدمة كتاب الله هدفاً لكل المسلمين، وتبقى الأماني قاصرة، وعاجزة عن تحقيق أجلَّ الأمنيات وأعظم الأهداف والغايات؛ ألا وهي تفسير القرآن العظيم، إلا من وهبه الله العلم، والحكمة مع توفيق وتسديد إلهي، وهم إذا عدوا أقل من القليل، والله يختص برحمته وفضله وعلمه من يشاء من عباده ويختار.
وأضاف أن مشروع «الهيئة العالمية لتفسير القرآن الكريم» المقترح يتضمن تحقيق هدف رئيسي وهو تفسير القرآن الكريم بشكل جماعي، وأهدافا ثانوية هي ترجمة التفسير إلى اللغات العالمية الحية، وتوفيره بطرق تقنية عصرية، وتحديثه بشكل دوري كل 5-8 سنوات، وتحفيز العلماء على التمعن، وكشف أسرار وكنوز القرآن الكريم، بالإضافة لتمكين مساهمة علماء التخصصات الأخرى في التفسير، وتأسيس قناة تلفزيونية تعنى بأمور التفسير بطريقة غير تقليدية.
ويتضمن مقترح مشروع «الهيئة العالمية لتفسير القرآن الكريم» تأسيس إدارة للهيئة، وميزانية مستقلة، ومبنى، ونظاما خاصا فيها، ومطبعة، وأن يكون مقر الهيئة المدينة المنورة ، ينبثق عن المشروع «تفسير الحرمين الشريفين للقرآن الكريم» ويكون على ثلاثة مستويات: المستوى الأول: التفسير الكبير، (البسيط) أي الواسع ويقصد به التفسير الكامل دونما اختصار، ويتكون من عدة مجلدات. المستوى الثاني: التفسير الأوسط (الوسيط)، ويقصد به التفسير المختصر من التفسير الكبير ويتكون من مجلدين إلى ثلاثة مجلدات. المستوى الثالث: التفسير الصغير (الوجيز)، ويقصد به التفسير المختصر من التفسير الأوسط ويتكون من مجلد واحد فقط.
وأن وتكون لغة التفسير الرئيسية هي اللغة العربية، تليها اللغات الأخرى، ويكون التفسير وفق مذهب أهل السنة والجماعة، ووفق قواعد أصول التفسير المتفق عليها، ووفق منهج يتكئ على الماضي، ويعيش الحاضر، ويتطلع إلى المستقبل، ويُكتب بلغة تتناغم مع العصر الحديث.
وبين أن مراحل بناء التفسير الكبير العظيم الأممي والجماعي؛ تفسير الحرمين للقرآن الكريم، مراحل عدة ومتنوعة تساهم كلها في بناء الرأي، والنص الذي يسعى إلى تفسير كلام رب العالمين، وفق عصارة عشرات العقول والتخصصات، ومنها أزعم أن المنتج النهائي للتفسير الجماعي المقترح سيكون هو الأجود، والأصح، والأسلم، والأحدث بين التفاسير والله أعلم وأحكم.