المملكة المرجعية الأولى للمسلمين ولا ننسى أياديها البيضاء في المبادرات التي أطلقتها تجاه فلسطين ">
الجزيرة - المحليات:
أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ على مواقف المملكة الثابتة والراسخة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ـــ تجاه خدمة الإسلام والمسلمين، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والوقوف بقوة وحزم ضد أي تهديد يستهدف الأمن العربي والإسلامي بشكل عام، أو أمن منطقة الخليج العربي ودوله بشكل خاص.
جاء ذلك خلال لقائه الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان السيد محمد علي الحسيني، في مكتبه بجدة أمس، وقد جرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث حول عدد من المسائل التي تتعلق بالعمل الإسلامي في مختلف مجالاته.
فيما نوه السيد محمد الحسيني بالمكانة العالية التي تتمتع بها المملكة في قلوب وأفئدة المسلمين، وقال إن المملكة تؤكد دائماً وأبداً ريادتها ومكانتها الكبيرة في قلوب المسلمين وتزيد من رصيد الثقة والتقدير لدى المجتمع الدولي وهي المرجعية الأولى للمسلمين مهما حاول البعض قول أو ترديد خلاف ذلك.
وفي تناوله لـ«عاصفة الحزم» التي انطلقت لاستعادة الشرعية في اليمن، قال الحسيني: سبق وأكدنا في عدة أحاديث أنّ « عاصفة الحزم « التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز جاءت في وقتها، وأوانها لإعادة الاستقرار إلى اليمن، وتثبيت عروبته واستقراره في آن واحد.
واستطرد السيد الحسيني قائلاً: لن ننسى المبادرات التاريخية التي قامت بها المملكة تجاه قضايا المنطقة وكان لها الوقع الأكبر في توطيد عرى الأخوة العربية ورأب الصدع. فعلى سبيل المثال لا الحصر، كان للمملكة في لبنان فضل كبير بل ومتواصل حتى هذه اللحظة وهو ما قامت به في العام (1989م) حين جمعت الفرقاء اللبنانيين في مدينة الطائف وقامت بجهود هائلة للتوفيق فيما بينهم وتطويع جميع العقبات. وكان المحصلة «وثيقة الوفاء الوطني» أو ما عرف باتفاق الطائف نسبة إلى المدينة التي وقع فيها، وهو ما أسس لمرحلة جديدة في الجمهورية اللبنانية والأهم أنّه أنهى الحرب الأهلية التي كانت تدور رحاها في البلاد.
ومضى الحسيني يقول : كما لا يمكن أن ننسى المملكة وأياديها البيضاء في المبادرات التي أطلقتها تجاه فلسطين وأهمها العمل للتوفيق بين الإخوة الفلسطينيين وبالتحديد بين فتح وحماس، حقناً للدماء ومنعاً لضياع قضية الإسلام والعرب أي فلسطين. وقد توجت هذه الجهود باتفاق مكة المكرمة الذي كان من شأنه أن يحل الكثير من المعضلات ويحفظ للقضية قدسيتها.
وفي حديثه عن الأعمال والتفجيرات الإرهابية التي استهدفت المصلين في مسجدين في المملكة ومسجد في الكويت أكد الحسيني أن منفذي تلك الاعتداءات الآثمة على المساجد لا يمتون بصلة إلى أي دين أو أي معتقد، وإنما ينتمون إلى تنظيم إرهابي عقيدته القتل وليس سوى القتل، بهدف إشعال الفتن، وقتل العباد وتخريب البلاد والمجتمعات والدول، مشدداً على أن داعش وولاية الفقيه وجهان لعملة واحدة خصوصاً أنهما يلجآن للسلاح المذهبي بغية تحقيق مبتغاهم؛ ففي حين أنّ إيران تثير النعرات الشيعية لتجد موطئ قدم في كل دولة عربية تصل إليها، فداعش تثير النعرات السنية؛ لتبرير قيام دولة تزعم أنها دولة الخلافة الإسلامية وكلاهما مكمل لدور الآخر.
وزاد الحسيني قائلاً: يوماً بعد يوم تؤكد الأحداث أن المملكة العربية السعودية تقوم بدور الأخ الكبير الشقيق للأمة العربية وكانت ولا تزال على قدر الآمال في أغلب الظروف ودعمت في جميع الحالات السلطة الشرعية وأثبتت المملكة أنها هي والشرعية صنوان لا يفترقان بل جسدت التوازن والوسطية والاعتدال بما يليق بحماة الحرمين الشريفين وما لهم من ثقل ديني ومعنوي وسياسي واقتصادي، ومن الطبيعي أن تتركز حملة الأبواق الإيرانية على المملكة لأنها تقود الصحوة العربية ضد التمدد الفارسي في المنطقة العربية، ولولا الوقفة السعودية لكانت هذه المنطقة في وضع أسوأ مما هو عليه اليوم.
وقال الحسيني كلي ثقة أن السعودية ستتمكن في نهاية المطاف من قيادة العرب إلى هزيمة المشروع الفارسي لأنه مشروع باطل دينياً وسياسياً، مؤكداً أن حسن نصر الله جزء لا يتجزأ من الحملة الإيرانية، والمؤامرة على العرب، فهو يقاتل في سوريا، والعراق، واليمن، في خدمة الولي الفقيه الإيراني. وقد أغضب التحرك العربي طهران كثيراً، فأطلقت أبواقها بكل قوة للتهجم على المملكة.