أفضل الأعمال وقت السَّحَر
* بعد الانتهاء من قيام الليل وقبل دخول صلاة الفجر ما هو الأفضل أن يقرأ الإنسان القرآن، أم يستغفر الله؟
- هذا الوقت بين الفراغ من قيام الليل والوتر وقبل دخول صلاة الفجر هو (السَّحَر) الذي جاء مدح المستغفرين فيه: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} (آل عمران: 17)، فهذا هو الوقت المناسب للاستغفار، وأيضًا الإنسان إذا أدى عبادة مثل قيام الليل، فتعقيبها بالاستغفار والانكسار بين يدي الله - جل وعلا - هذا مما ينفي عنه الإدلال بهذه العبادة، وأنه مع قيامه الليل وصلاته في جوف الليل يعترف بتقصيره ويطلب عفو مولاه ويستغفره، ولا شك أن مثل هذه الحالة تدلّ على الانكسار، فهي أدعى لقبول العمل، ولا شك أن هذا الوقت وقت استغفار، وإن قرأ فيه القرآن واستغفر وذكر الله - جل وعلا - ودعا فالأمر كله فيه سعة.
* * *
القيء في نهار رمضان
* امرأة حامل وتستفرغ في نهار رمضان فهل عليها شيء في ذلك؟
- إذا ذرعها القيء بمعنى أنها لم تتسبب فيه وإنما بادرها بغير فعلها فإنه لا شيء عليها، وإن استقاءت بمعنى أنها طلبت القيء وتسببت في خروجه فإنها حينئذٍ تفطر، قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: «من ذرعه القيء فلا شيء عليه، ومن استقاء فقد أفطر» (الترمذي: 720).
* * *
حبوب منع الدورة الشهرية
* هل استخدام حبوب منع الدورة الشهرية في شهر رمضان حرام وذلك بقصد الصيام؟
- استخدام حبوب منع الدورة الشهرية من أجل صيام رمضان والقيام مع الناس لا شيء فيه إذا كانت لا تضر المرأة، لكن كون المرأة ترضى وتسلِّم بما كتب الله لها وتبقى على طبيعتها ولا تستعمل شيئًا فهذا أولى وأليق.
* * *
استنشاق الدخان للصائم
* حدث حريق في أحد الأسواق التي أعمل بها وذلك في نهار رمضان، وقد قمت بمساعدة رجال الإطفاء واستنشقت إثر ذلك كثيرًا من الدخان فما حكم صيامي؟
- إذا حدث مثل هذا الحريق فالمساعدة في مثل هذا متعينة لمن يقدر على ذلك، فإن أمكن مع إتمام الصيام تعيّن عليه ذلك إذا كان في رمضان كما في السؤال، وإن لم يتمكن من ذلك إلا بالفطر فله ذلك؛ لأنّ هذه ضرورات تقدّر بقدرها ويُقضى ذلك اليوم، وإن أمكن ذلك مع الاستمرار في الصيام وطار إلى حلقه شيء غير مقصود من الدخان فإنه لا يفطر بذلك، وأهل العلم يقولون: إن طار إلى حلقه ذباب أو غبار لم يفطر؛ لأنه لم يقصد ذلك، ويرد السؤال كثيرًا عن البخور هل يتطيب وهو صائم؟ نقول: في رمضان يتقيه؛ لأنه قد ينساب إلى جوفه من هذا الدخان، وهو باختياره، والصيام فرض فلا يتطيب في نهار رمضان بالبخور، وأما في التطوع فعليه أن يحرص على ألا يصل إلى جوفه شيء، وإن اتقاه فهو حسن، لكن ليس مثل الفرض، وإن ذهب إلى جوفه من هذا الدخان من غير قصد فإنه في حكم الذباب أو الغبار الذي يصل إلى الحلق من غير قصد، فلا يؤثر على الصيام إن شاء الله تعالى.
* * *
مداعبة الزوجة في النهار
* كنت أداعب زوجتي في نهار رمضان فأنزلتُ فما الحكم؟
- الصائم في نهار رمضان عليه أن يبتعد عن الأسباب المثيرة التي تخل بصومه، فإذا حصل أن نام أو جلس بجانب زوجته وداعبها وأنزل كما في السؤال، فإن كان إنزاله دفقًا بلذة فإنه يفطر وعليه التوبة والاستغفار وألّا يعود إلى ما حصل منه، وعليه قضاء ذلك اليوم، وليس عليه كفارة؛ لأنّ الكفارة خاصة بالجماع.
* * *
وقوف القارئ على رؤوس الآي
* هل يجب على القارئ أن يقف عند رؤوس الآي؟
- لا يجب على القارئ أن يقف عند رؤوس الآي، بل شيخ الإسلام يرى أن الوقوف عند رؤوس الآي مستحب، لكن أحيانًا تكون الآية الثانية متعلقة بالأولى، وقد يكون الوقوف على رأس الآي مخلًا بالمعنى، كما في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} (الماعون: 4-5)، وقوله سبحانه: {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ، فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} (البقرة: 219-220)، فالثانية لها ارتباط وثيق بالأولى، وحينئذٍ لا يحسن الوقوف على رؤوس الآي، وشيخ الإسلام يطلق السنية في الوقوف على رؤوس الآي، وجاء في وصف قراءة النبي - عليه الصلاة والسلام - شيء من ذلك وأنه كان يمد { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (الفاتحة: 1) يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم (البخاري: 5046)، ويقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} (الفاتحة: 1-4) يُقَطِّع قراءته آيةً آيةً (أبو داود: 4001)، مما يدل على أن رؤوس الآي معتبر، لكن ينبغي أن يلاحظ المعنى مع ذلك.
- يجيب عنها/ معالي الشيخ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير -عضو هيئة كبار العلماء- عضو اللجنة الدائمة للفتوى