وعادتْ إلى كُوبِ الينسُون ">
ترك ألعابه وجلس أمامها القُرْفصاء:
ـ لماذا أنتِ حزينة؟
لقد لاحظَ كوب الينسون وقد همدتْ أبخرتُه المتصاعدة.
ولاحظَ قبل ذلك بريقَ الحزن يلعب في ساح عيني أخته الكبرى. جاوبتْه؛ وهي تحاول كبْح تدفّق دموعها:
ـ منْ وشَى لك بذلك صغيري؟
ـ وجهك أختي.. ومُقلتاك البرّاقتان.
ابتسامة أخذتْ طريقها إلى ملامحها ببطء كدبيبِ نملةٍ في صحراء:
- لستُ حزينةً، ولكنْ..!
أخذتْ تفكر بجواب يُطفئ جذوةَ فضولِ أخيها الصغير, ثم قالتْ:
- أتذكر الطفلَ الذي ضاع في مدينة الملاهي البارحة وأخذ يبكي؟
- نعم أختي..!! أجابها وكلُّه شغفٌ بمعرفةِ البقية.
- تذكّرتْه فحزنتْ عليه.
اقتنع بالإجابةِ بعد أنْ قال:
- لقد أرجعوه إلى أهله وأخذ يضحك.. لا تحزني من أجله.
قفلَ إلى ألعابه. شيَّعتْه بنظراتِها بينما صوتُ الهاتف يصدحُ في أرجاء البيت، جاءتْ الصغيرة:
-رباب.. إحداهنّ تُريدك على الهاتف.
تناولتْ السماعةَ بارتجافٍ واضح:
- رباب.
- أهلاً ميساء ماذا حصلَ بخصوص....!!!
- أُبشّرك.. حالتُها مستقرةٌ الآن، وستخرج غداً ولله الحمد، لم تخرج من هذا الحادث المُروّع بغير رُضوض وخُدوش.
أغلقتْ السماعة، وابتسامتُها تعلنُ انتصارها على العُبوس وترفع رايةَ الفرح.
ترك ألعابه مرة أخرى قائلاً:
- جميلٌ أنكِ ابتسمتِ بعد أنْ قلتُ لكِ إنه عاد.
قالتْ والفرحةُ تتراقص طرباً في ملامح وجهها:
- جميلٌ جداً، والأجمل أنْ تعودَ صديقتي.
رمقها بعينيه البريئتين، والدهشة والتعجُّب تنضحان منهما وعاد إلى ألعابه. وعادتْ هي إلى كُوب الينسون.
- بدور العتيبي