محققون بريطانيون يدققون البحث في تفاصيل الكارثة ">
تونس - فرح التومي:
لا تزال تونس تعيش على وقع تداعيات العملية الإرهابية الخطيرة التي جدت منذ أسبوع بأحد فنادق مدينة سوسة, وأودت بحياة 39 سائحا غربيا أغلبهم من البريطانيين، حيث بدأ عشرات المحققين البريطانيين الذين وصلوا تونس منذ أيام قليلة، سلسلة تحريات دقيقة بخصوص كشف كافة ملابسات القضية، فيما تسعى الحكومة التونسية إلى توفير الرعاية اللازمة للجرحى الذين تم إنقاذ حياة البعض منهم من طرف تونسيين غامروا بحياتهم من أجل إجلائهم من مسرح الجريمة.
وبخصوص تقدم الأبحاث الأمنية وبعد أن كان الحديث خافتا حول وجود عناصر إرهابية أخرى عاضدت الإرهابي الذي نفذ هجوم سوسة، صار اليوم شبه أكيد أن أكثر من عنصر مسلح تم رصده من طرف السياح الأجانب وأحد العاملين بالفندق بسوسة، من ذلك أن سائحة بريطانية أصيبت بعيار ناري في إحدى رجليها من مسدس صغير كان إرهابي ثان يحمله، فيما أقر وزير الداخلية محمد ناجم الغرسلي بأن أطرافًا افتعلت فراغًا أمنيًا من أجل إتاحة الفرصة لتنفيذ العملية، موضحا ضرورة التكاتف وتوحيد الصفوف للوقوف في وجه هذه الأطراف التي تريد إحداث هذا الفراغ الأمني. ولفت إلى أن الداخلية أعدت استراتيجة للرجوع التدريجي لتأمين المنشآت والمناطق الحيوية، في إطار توفير أرضية مشتركة مع المواطن؛ لاستعادة قبول المؤسسات الأمنية على الأرض. وأشار إلى أن الرجوع الأمني بالكامل ليس بالأمر السهل؛ نظرًا لتعرض عدد من المقرات الأمنية في الفترة الماضية للحرق أثرت على مواردها وقدراتها.