الجزيرة - عبد المحسن المطيري:
مع بداية شهر رمضان المبارك تبدو خطوات ثابتة ومتميزة للفن السعودي لمواجهة الفن الداعشي بجانبه التحريضي، والتجييشي.
نجح الفن السعودي في ثلاث ضربات موجعة لـ «داعش» الإرهابي خلال الفترة الأخيرة تتمثل في مسلسل سيلفي الذي قدم مضموناً ساخراً لـ«داعش»، في حلقتين تشكلت فيها تفاصيل الحياة في داخل هذا التجمع الإرهابي، وتقديم الانتهاكات الإِنسانية والبعيدة عن الدين والأخلاق التي تمارسها مجموعات داعش التكفيرية المتطرفة.
من جانب آخر، فقد نجحت السينما السعودية في تقديم نموذج آخر يواجه تطرف داعش من خلال فيلم «حيدر» للمخرج محمد سلمان والذي قدم تفاصيل مرعبة في أسلوب روائي لحادثة تفجير «مسجد العنود» في مدينة الدمام والذي تم على يد أحد الدواعش الإرهابيين.
السينما والفن الدرامي السعودي نجحا في نقل الصورة الواقعية المؤلمة للعالم العربي بشكل أسرع وأكثر تأثيراً من العديد من الكتب والندوات والمقالات التي تتمحور حول السياق الداعشي التفكيري ونتائجه على المنطقة، السينما والفن السعودي نجحا في الرد القوي على الأفلام السينمائية التي صنعتها داعش أثناء تنفيذ عمليات إرهابية أو توثيق جرائم القتل التي أقدمت عليها داعش في الثلاثة أشهر الأخيرة.
قدمنا المسلسلات، وقدمنا ربما على استحياء سينما لمواجهة التطرف والتشدد والتكفير في المنطقة، وما نحتاجه الآن دعما صريحا ورسميا من جهات رسمية لعل أهمها التلفزيون السعودي من خلال إدارته الجديدة، التي نتمنى أن تكون فاعلة أكثر في دعم الأعمال الفنية والدرامية والسينمائية لمواجهة التطرف الذي يهدد أمن الوطن.
ليس من المعقول أن تقف وزارة الإعلام كالمتفرج أمام الدعم السخي التي تقدمه قناة mbc للفنانين لموضوعات الغلو والجماعات التكفيرية، ولا يمكن الرهان على سينما تحارب داعش لوحدها من خلال مجموعة اجتهادات شبابية تعرض أفلامهم بشكل غير رسمي سواء في اليوتوب أو في ندوات تقام بشكل غير رسمي، ما يحتاجه الفن الآن هو غطاء ودعم رسمي من جميع النواحي المادية، اللوجستية، لجميع الفنانين للقيام بصناعة عاصفة حزم فنية تواكب «عاصفة الحزم».