نوال صعفق العتيبي ">
في مطلع هذا الشهر عندما أصدرت إدارات الجوازات مشكورة بعض القرارات التي تسهل جزئيا من معاناة النساء السعوديات في الحصول على إذن ولي الأمر للسفر خارج حدود المملكة. ظهرت لنا العديد من الآراء والتعليقات المثيرة للانتباه. وكان من بينها استطلاع للرأي عمله أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة مع نساء ورجال من الشارع السعودي لرصد آرائهم حول
«ماذا لو صدر قرار يلغي وجوب أخذ المرأة تصريح ولي الأمر للسفر» كانت الآراء متباينة وملفتة للنظر وتستحق التمعن والتحليل، حيث كان من بين الرجال المؤيد والمعارض وهذا طبيعي بالنسبة لمجتمع ذكوري اعتاد على أن يكون وصيا على المرأة حتى لو بلغت من العمر عتيا، والملفت للنظر أنه من بين آراء النساء من تعارض منح المرأة حقها في السفر دون أخذ موافقة ولي أمرها!! بل وتشدد على أن يظل هذا الإجراء للسفر على ما هو عليه دون أي تسهيلات أو استثناءات. وأن ولي أمر المرأة أعلم منها بصالحها في كل الأحوال (حتى لو كان متسلطا مستغلا ماديا!).
ومن المستغرب لأي شخص من خارج المجتمع السعودي سماع هذه الآراء من نساء سعوديات. خصوصاً بعد الشوط الطويل التي قطعته المرأة في سبيل نيلها لحقوقها الطبيعية وممارستها، وأيضا من المؤسف أن تسمع مثل هذه الآراء من نساء سعوديات ونحن على مشارف انتخابات مجالس البلدية التي سوف يسجل التاريخ ولأول مرة أن المرأة السعودية سوف تمارس حقها في الترشح والانتخاب.
أتساءل هنا هل اعتادت مثل هذه السيدات الوصاية عليهن والانقياد خلف شخص يملي أوامره عليهن؟ خصوصا إذا لم يكن يراعي شرع الله في الولاية عليها. أم عدم ثقة بقدراتهن على قيادة أنفسهن وتدبير شؤونها. أو ربما لا يثقفن ببنات جنسهن؟
وبذلك يتبين لنا كمجتمع نسائي أن من بين أهم أسباب تأخر بعض القرارات والأنظمة التي تصب في صالح المرأة وتيسير حصولها على حقوقها أسوة بغيرها من نساء في الدول المجاورة وباقي دول العالم، الحقوق التي نصت عليها التشريعات السماوية والمواثيق الدولية وبما يتماشى مع ديننا. هو معارضة من بنات جنسها لنيل حقوقهن وممارستها ووقوفهن في وجه الحصول على هذه الحقوق والمطالبة بها.