مشاري بن عبدالله الحذيفي ">
«يرتبط نجاحك بفشل الآخرين» هذه العبارة التي يعتقد بها البعض تلخص مكمن الفشل الكلي للمشروعات والانطلاقات التي يتبناها الفرد أو الجماعة أو الأمة.. فلكل شخص إمكانيات أو مهارات يتقنها عن غيره، المشكلة تكمن في كيفية توظيفها، وعدم الإدراك من قبل الشخص بكمية المهارات أو الإمكانيات التي يملكها والتفاته نحو «المقارنة» التي قد تحبط عزيمتك وإرادتك في نجاح توظيف هذه المهارات أو الإمكانيات على النحو الإيجابي الأمثل..
هناك قصة نجاح فريدة لمؤسس موقع هوتميل وهو (صابر باتيا) هندي الجنسية بدأ تعليمه في الهند وانتقل إلى أمريكا للحصول على شهادة الجامعة في الهندسة الكهربائية وبعد التخرج عمل باتيا في شركة Apple ولكنه تركها إيماناً منه بمشروعه الخاص وتعرف على شاب تخرج من نفس الجامعة يدعى جاك سميث وبدأوا البحث عن التمويل لمشروعهم الذي هو إنشاء قاعدة بيانات على الإنترنت ولكن لم يجدوا تفاعل من أي مستثمر لأن في ذلك الوقت كان الإنترنت جديدا وليس له جمهور مثل الآن ووجدا صعوبة في التواصل وإرسال رسائل شخصية عن طريق البريد دون الدخول فى تفاصيل كثيرة أو رقابة فبدأت الفكرة تظهر, وهي إنشاء أول بريد مجاني لمستخدمي الإنترنت, واقتنع مسئولو شركة درابر فيشر بالفكرة وقاموا بتمويل المشروع بمبلغ 300 ألف دولار وكانت هذه بداية موقع الهوت ميل hotmail.com في يوليو 1996, وسرعان ما انتشر الموقع وأصبح من أهم مواقع الإنترنت ولم تنتظر شركة ميكروسوفت كثيراً فبعد سنة من انطلاقه استحوذت عليه مقابل 400 مليون دولار وحصل الشريكان على الكثير من المال وأيضا وظيفة في ميكروسوفت لصابر باتيا من أجل التطوير في الموقع وبعد ذلك عاد للهند.. وهنا يبرز قيمة الإيمان بالذات وأنها أمر مهم لرسم خطوات نجاحك..
الضفة الأخرى وهي تطوير مهاراتك، من أهم الركائز الأساسية في تطوير نفسك وهو التحفيز، بكل تأكيد يوجد من يحقنك بأمور سلبية وهناك من ينقدك سواءً نقد تجريح مذموم أو نقد يقصد بها الإسقاط وكل هذا تحت مسمى «النقد البناء» بوجهة نظرهم، يجب عدم الالتفات لمن هم أقل أو أفضل منك طالما هدفك التطوير وتوظيف إمكانياتك، هدفك ومستقبلك تستحق منك هدم جميع الجدران التي تقف أمامك، لا شك أن كل هدف يوجد عراقيل مسمومة في انتظارك ولكن ما دمت تملك روح العزيمة والإصرار اعتقد لن يوقفك شيء، نجاحك في الحياة بيد الله أولاً ثم «دعاء الأم»، من ترفع يديها متضرعة لله سبحانه في آخر الليل، بتصوري تستحق مننا بذل كل ما بوسعنا لإسعادها، لا أحد في هذا الكون يدعي ويتمنى لك الخير والتوفيق أكثر من «الأم»، فهي لا تنتظر منك شيئاً ثميناً أكثر من انتظارها بأن تكون في منصب عالٍ تفتخر بك، الكثير منا مقصر معها ولكن ما أجمل أن تسارع في طلب رضائها.. وخلاصة هذا المسار تتمثل في: تدعيم ذاتك بعبارات تحفيزية.. على غرار: «أنا أفضل - أنا أستطيع» لأنه في حقيقة الأمر لا يوجد أفضل من تدعيم الشخص لذاته ومنحها قوة الانطلاق وعزيمة التفرد.