موضي المرواني ">
تعتبر الأسرة اللبنة الأولى التي ينشأ من خلالها الأبناء وهي بلا شك المؤثر الأول لهم، وبالتالي فإنَّ المسؤولية تكون مضاعفة عليها من حيث تكثيف المراقبة عليهم بطريق غير مباشر وملاحظة رفقائهم، وما هي الأخلاق التي يحملونها وعن مدى تأثيرها عليهم والمقصود هنا التأثير السلبي، وبما أن الأسرة تعتبر ضرورة حتمية لبقاء الجنس البشري وكذلك دوام التواجد الاجتماعي حيث وضع الله - عز وجل - هذه الضرورة بصفة فطرية، وجعل التزاوج بين البشر والذي ينتج عنه التكاثر البشري، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا.. آية 21 من سورة الروم، فكانت هذه الأسرة هي المظلة التي يستظل من خلالها أفرادها وتكون هي الموجه الأول لها، لذا نجد من الأهمية بمكان متابعة الأبناء خصوصاً في ظل ما يواجههم من تحديات، ولعل تربيتهم في حب الوطن جزء لا يتجزأ من التربية الصالحة لهم، ليأتي بعدها الدور الأساسي لجميع مؤسسات الوطن، وبما أن الآباء يكونون أقرب لأبنائهم فلابد من التقرب لهم ومعرفة همومهم وإيجاد الحل المناسب للمشاكل إن وجدت، ومتى ما وجد الابن الاهتمام من والده فإنه لن يلجأ للبحث عن أشخاص يشكو لهم وربما لا يعرف عنهم شيئا، وإنما بسبب الفراغ العاطفي الذي كان يجده فاضطر لفتح قلبه لهم، لذا متى ما وضع أولياء الأمور الخوف من الله في تربية أبنائهم نصب أعينهم وكانت التربية الحقيقية على كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلَّم - ثم حب الوطن وتنمية روح الانتماء لهذا الوطن، كل ذلك متى ما تحقق سنجد الأبناء يقفون ضد تلك الأيادي العابثة التي من أهم أهدافها النيل من شباب هذا الوطن، ولعل الحوادث الإرهابية الأخيرة التي وقعت في المنطقة الشرقية لخير دليل، لكن عندما تكون التربية الحسنة التي تكون الروابط الوطنية فيها قوية ستكون سداً منيعاً وصداً مريراً في وجوه الأعداء، وبالتالي ينعم الآباء والأبناء بخيرات الوطن المعطاء وتسير القافلة لبر الأمان بإذن الله تعالى ويصبح العدو مدحوراً في نحره بمشيئة الله، ونردد سوياً عاش العلم عاش المليك عاش الوطن.