العنود الدغيثر ">
لم يكن اختيار هذا الموضوع للطرح والمناقشة من باب المصادفة البحتة، أو لقلة المواضيع المهمة للطرح والمناقشة، ولكن بهدف استشعار عظم هذه النعمة التي أخشى أن تتعطل تماماً، ولا يستفاد منها، ومن هنا يبدأ ضياع الإنسان والمجتمع الذي ننتمي إليه جميعاً. نعلم بأن الله أكرمنا عن سائر مخلوقاته بالعقل الذي نستطيع من خلاله التدبُّر والتفكير، فكيف لابن آدم أن يقوم بتعطيل كل ذلك من خلال تصرفات، كأن نهمش فئة مهمة جداً في المجتمع هم (ذوو الاحتياجات الخاصة)، ولا أحب أن أطلق عليهم هذا اللقب، بل أستبدله بـ(ذوي التحديات الخاصة)، الذين لم يغفل عنهم الأساتذة والمرشدون، بل إنهم خصصوا حملات توعوية وإرشادية مهمة حتى أصبحت شعارات نرددها. ولا بد أن نتقبل الآخرين كما هم، وليس كما نحن نريد. ولنعلم جميعاً بأن تقبُّل الآخر ثقافة ومهارة، لا بد لكل شخص أن يتحلى بها؛ ليعكس صورة إيجابية، تحمل أسمى معاني الأخلاق وأرقى طرق التفكير، ويمكن أن نتعامل بها مع هذه الفئة التي هي جزء منا. هم لا يحتاجون منا إلى الشفقة التي قد تزيد من آلامهم ومتاعبهم ومعاناتهم، وبهذا نكون قد حجبنا عنهم متعة الحياة التي هي من حقهم. الله سبحانه وتعالى جعل لنا هذه الحياة لنعمرها وليس لندمرها وندمر من فيها. وقد كثرت الأقاويل والمناقشات حول هذا الموضع وكيفية دمج هذه الفئة مع المجتمع الذين هم جزء منه، ولكن لا نجد سوى الانتظار. نحن نريد أن نطلق حملة بعنوان (حرر عقلك)؛ فأساس كل تغير العقل. أولاً حرر عقلك من الخجل والشفقة والسكوت، لا تخجل عندما يكون لديك شخص من ذوي التحديات الخاصة أو تصمت عنه وتهمله كأنه مسؤول عما هو عليه، بل احمد الله، واجعلهم أشخاصاً فعالين في مجتمعهم، ولا تشفق عليهم؛ لأنك في كل مرة تنظر لهم بشفقة تقتلهم ألف مرة. هم إخواننا وأخواتنا، ونحن نحبهم ولا نشفق عليهم. دع هذا شعارك، هم يحتاجون إلى محبتنا كما أي شخص في هذه الحياة.
وفي الختام، أود أن أوصيكم بحسن تربية هؤلاء الأطفال؛ ليكبروا أقوياء بعلمهم؛ حتى يكونوا قادرين على مواجهة تحديات الحياة؛ فهم أمانة جعلها الله بين أيدينا، وسنُسأل في يوم ما عنها، ولا ننسى أنه في بعض بيوتنا يوجد شخص من ذوي التحديات الخاصة.. هذا اللقب هم يستحقونه بجدارة وأكثر من ذلك أيضاً؛ لأنهم هم من أثبت للعالم بأكمله أن الإعاقة إعاقة العقول، وليست إعاقة الأجساد.