الاستراحات.. تفاوت في الأسعار وغياب للرقابة ">
الجزيرة - فوزية الصويان:
تنتشر الاستراحات بصورة كبيرة، وقد تضاعفت في الآونة الأخيرة بنسبة تتجاوز الـ60 % بحسب مختصين في قطاع العقار والإنشاء، وذلك لكونها باتت وسيلة للكسب وسط فوضى للأسعار ودون آلية ضبط لها وعدم توفر معيار للتنافسية فيما بينها.
ومع ازدياد عدد الاستراحات من وقت إلى آخر، إلا أن هناك شبه انعدام للرقابة عليها، في وقت وصل بعضها إلى تهديد حياة مرتاديها لغياب وسائل السلامة، في ظل وجود مسابح بغياب مدرب أو مدربة للإنقاذ، بالإضافة إلى ألعاب تشكل في أحيان خطورة وتحتاج إلى صيانة دورية وهو ما لا يحدث لدى الأغلبية منها. وأيضاً تمثّل بعض الاستراحات بؤراً لارتكاب مخالفات عدة، والتخطيط لنشاطات تمس استقرار الوطن.
وتعليقاً على ذلك يؤكّد لـ«الجزيرة» الأستاذ فهد الجديد، وهو متخصص في الشأن العقاري أن هناك مشكلة كبيرة في موضوع الاستراحات، مبيناً أنها لم تعد تشكل خطراً على الأفراد، بل قد يمتد خطرها على أمن الوطن، لحصول اجتماعات لأشخاص مشبوهين لا يريدون خيراً للوطن.
وقال: سبق للداخلية أن ألقت القبض على مطلوبين كثر في استراحات مختلفة سواء داخل النطاق العمراني أو خارجة، وذلك يؤكّد ضعف الرقابة على الاستراحات حتى من ملاّكها.
وأوضح أنه في حال جرى اعتبار أن تلك المخاطر صعب على الملاّك وعلى الجهات الأمنية ضبطها بشكل كامل فماذا عن إجراءات السلامة، والتي هي في أقل درجاتها ومن السهولة التشديد عليها إذا كانت هناك جدية، متمنياً عدم انتظار وقوع كارثة للتحرك في هذا الإطار وتشكيل لجان للمعالجة من جانب الدفاع المدني والجهات ذات العلاقة.
وأشار إلى أن مستوى تلك الاستراحات متدن، ولا تستحق المبالغ التي تُدفع فيها وتصل أحياناً لمعدلات ما بين 5000 إلى 10000 ريال. وأضاف: لكن لعدم وجود خيارات أخرى تضطر الأسر لدفع ذلك.
من جانبه قال عبد الملك الدايل: أصبحنا نعاني من أمر الاستراحات ولا نعرف أي جهة من الممكن المبادرة لتقديم الشكاوى، في حال تعرضنا لاحتيال من المسؤولين عنها.
وأكد أن غالبية من يعملون فيها أجانب ونسبة منهم ربما أنهم في وضع قانوني مخالف، مشيراً إلى مشكلة التفاوت في الأسعار من استراحة إلى أخرى، دون تنظيم وتحديد للفئات وسعر كل فئة لمنع استغلال حاجة الناس لها في مواسم الأعياد والإجازات الأسبوعية ورفع الأسعار إلى معدلات غير مقبولة.
وزاد الدايل: «في رمضان حاولت الحصول على استراحة ومررت بالكثير ووجدت الأسعار لا تقل عن 1500 إلى 2800 ريال مع تأكيد العاملين أن هناك تخفيضاً في السعر لقلة الإقبال في رمضان، وهو ما شكَّل مفاجأة لي، إذ كم ستكون الأسعار في الأعياد؟».