عدد من العلماء والوزراء: تبني الأمير نايف رحمه الله للجائزة يؤكد جهود ولاة الأمر في العناية بالقرآن والسنة ">
المدينة المنورة - مروان قصاص:
أجمع عدد من العلماء والمشايخ وكبار المسؤولين على أهمية دور جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وأثرها الإيجابي على المجتمعات الإسلامية وخصوصًا الناشئة، مؤكدين أن تبني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- لهذه الجائزة بكافة فروعها يعزز في النفوس جهود ولاة أمر هذه البلاد في العناية بالقرآن والسنّة معبرين عن تقديرهم الكبير لرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- التي تعد امتدادًا لدعم الدولة أعزها الله لهذه الأنشطة الهادفة.
وأكَّد معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة إحدى اللبنات الكبيرة في مسيرة خدمة الإسلام والمسلمين التي تحرص المملكة العربية السعودية على القيام بها منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز -رحمه الله-.
وقال معاليه، «قد منّ الله على هذه البلاد بأن جعلها مهبطًا للوحي وقبلة للمسلمين وخصها ببيته العتيق ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم، وبفضله سبحانه وتعالى هيأ لها رجالاً مخلصين للدين يبذلون ما في وسعهم من أجل إحياء سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم والمحافظة عليها من التشويه والتحريف متمثلين قوله صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)».
وأضاف أن ما يميز الجائزة اقترانها باسم مؤسسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الذي شملها بالرعاية والاهتمام والرؤية المستدامة وإيمان سموه -رحمه الله- بأهمية السنّة النبوية والعناية بها دراسة وبحثًا وحفظًا وهذا يأتي امتدادًا للعناية الكريمة من قيادتنا الرشيدة حفظها الله وما توليه من اهتمام بهذا الوطن المعطاء بمصدري التشريع كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأوضح معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالله السند، أن جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- العالمية للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة تعد رائدة في مجال خدمة السنّة النبوية والعناية بها وتشجيع الباحثين وإثراء الساحة العلمية بمؤلفات مؤصلة تعنى بالسنّة النبوية، وحث النشء والشباب وتحفيزهم على حفظ أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم والنهل من معينها.
وأكَّد الدكتور السند أن الجائزة بأفرعها الثلاثة حققت في الأعوام الماضية الفائدة المرجوة على المستوى الداخلي والخارجي وكان لها بالغ الأثر في إصدار العديد من الدراسات العلمية والإسهام في دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي واقتراح الحلول المناسبة لمشكلاته بما يعود بالنفع على المسلمين حاضرًا ومستقبلاً، وإثراء الساحة العلمية بالبحوث المؤصلة، وإبراز محاسن الدين الإسلامي الحنيف، والإسهام في التقدم والرقي الحضاري للبشرية، وربط الناشئة والشباب بالسنّة النبوية وتشجيعهم على العناية بها وحفظها وتطبيقها.
وبيّن معاليه أن هذه الجائزة تعد ضمن جهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- في خدمة الشريعة الإسلامية، والسنّة النبوية التي كان يوليها جلّ اهتمامه ودعمه وتشجيعه، داعيًا المولى عزّ وجلّ أن يعظم له الأجر والمثوبة، وأن يجزي كل من قام على هذه الجائزة خير الجزاء.
وأكَّد معاليه أن هذه الجائزة تأتي ضمن اهتمام الدولة بالدين الإسلامي الحنيف وتطبيقه في كل شأن من شؤون الحياة.
وقال معالي الدكتور عدنان بن عبدالله المزروع مدير جامعة طيبة: انبثقت فكرة إنشاء جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود للسنّة النبوية من حرص واهتمام الأمير نايف -رحمه الله- بالسنّة النبوية وصية له، وتوجت هذه الفكرة بموافقة سامية تؤكد حرص ولاة الأمر في بلادنا المباركة على العناية بالوحيين القرآن والسنّة وعنايتهم بها تمثل ذلك في الجهود المبذولة والمباركة لخدمة السنّة النبوية والاهتمام بالناشئة وتشجيعهم على حفظ السنّة وتعليمها والتأدب بآدابها وقد حققت الجائزة أهدافها في شحذ همم العلماء والباحثين والدارسين من كافة أنحاء العالم وإذكاء روح التنافس بينهم في خدمة السنّة النبوية.
و قد عني المسلمون منذ الأزل بالسنّة النبوية لسموها ومكانتها وتفصيلها لأحكام القرآن الكريم والتعاملات الدينية والدنيوية وكان الصحابة رضوان الله عليهم يتذاكرون دائمًا ما يسمعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي» وهنا نص واضح وصريح من الرسول الكريم على طريق الهداية والنجاح والفلاح، وتعنى مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي بكافة الفئات العمرية من الشباب والفتيات لزرع المصدر التشريعي الثاني في قلوبهم وعقولهم من أجل بناء جيل وقادة للمستقبل ليصبحوا على علم ودراية بالدين الإسلامي الصحيح الذي يوضح للأمة الإسلامية الطريق الصحيح في العبادة والعمل والتعامل بين البشر.
وأسأل الله العلي القدير أن يجزي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وأبناءه خير الجزاء الأوفي على إنشاء هذه الجائزة وعنايتهم بسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً، وأن يجعلها في موازين حسناتهم.
من جانبه قال المهندس يوسف بن عبد الستار الميمني رجل أعمال عضو الهيئة العليا للجائزة أن من منن الله العظمى على المجتمع السعودي ثم المجتمع العربي ثم المجتمع الإسلامي ثم المجتمع العالمي أن سخرت له الجهود الطيبة لربطه بأصول دينه من خلال نشاطات تبناها المسؤولون عنه في هذه الدولة المباركة من خلال مشروعات عظيمة قدمت في شكل جوائز عالمية، تناولت القرآن الكريم والسنّة النبوية والفكر الإسلامي الصحيح. تمثلت في قيام الجوائز العالمية لحفظ القرآن الكريم وعلومه كجائزة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وجائزة الملك سلمان بن عبد العزيز المحلية لحفظ القرآن الكريم وعلومه. مما حدا بإنشاء جوائز لمسابقات القرآن الكريم على مستوى العالم العربي والإسلامي وهو أمر محمود لكل من تولاه.
أما جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة فقد جاءت في زمن تشتد الحاجة فيه إلى تعميق مفهوم السنّة النبوية واستظهارها بأشكال متنوعة تمثلت فيها فروع الجائزة فقد أتاحت هذه الجائزة الفرصة للعلماء والباحثين والدارسين لتحقيق الأهداف المتنوعة التي نصت عليها هذه الجائزة في أهدافها الخيرة. حيث تناولت الموضوعات المتعلقة بالسنّة النبوية من توثيقها وترتيبها وحصر موضوعاتها والاستنباط منها. وتحقيق مخطوطاتها وتيسير كتبها للجميع.
ومن أبرز أهداف الجائزة شمولها لأفراد الناشئة والشباب الذين هم أمل مستقبلي وربطهم بالسنّة النبوية حفظًا وسلوكًا وإدراكًا وتطبيقًا من خلال مسابقات في حفظ كل مستوى من الأطفال والشباب بما يناسبهم وتعميم هذه المسابقات بحيث تتناول جميع مناطق المملكة بأسلوب تنافسي يسهم فيه البنين والبنات قبل غيرهم من أبناء صفوف تعليمية من مرحلتين المتوسطة والثانوية.
ولا أكون مبالغًا في القول إن هذه الجائزة تمثل منهاجًا ربانيًا وسلوكًا إسلاميًا وتربية سوية تعين على إفراز مجتمع مؤمن صالح يحقق العبودية الكاملة لله تعالى.
رحم الله مؤسس هذه الجائزة الفتية الأمير نايف بن عبد العزيز وجعل أجر هذه الجائزة في موازين حسناته وصدقة جارية بإذن الله.
وقال معالي الدكتور عادل بن زيد الطريفي وزير الثقافة والإعلام: لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد (المملكة العربية السعودية) بأن جعلها مهبطًا للوحي وبفضل منه جل وعلا هيأ لها رجالاً نذروا أنفسهم لخدمة الدين وأهله وجعلهم مشاعل خير وهدى، تعدى خيرهم إلى غيرهم في أنحاء المعمورة، بذلوا الغالي والنفيس في الذب عن السنّة المطهرة والمحافظة عليها من تأويل المبطلين وتشويه الظالمين، واضعين في الاعتبار أهمية اتباعها امتثالاً لقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} وكذلك استجابة لقول المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ).
ومن هذا المنطلق، اهتمت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الموحد ألباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بالسنّة النبوية، توارث هذا الإرث أبناؤه البررة، وظهر ذلك جليًا من خلال خدمة العلم والعلماء والباحثين داخل المملكة وخارجها، وتذليل العقبات التي قد تقف عائقًا في حركة هذه البحوث.
ومن أبرز هؤلاء الرجال المخلصين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- رحمة واسعة، الذي نذر نفسه ووقته لهذا الجانب المهم والشريف في حياة المسلمين حتى أنشأ جائزة عالمية تعنى بالسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وسخر السبل لدعمها والدفاع عنها، وتأصيل جذورها وتوالت اهتمامات سموه -رحمه الله- لخدمة السنّة المطهرة وعلومها من خلال جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، التي بعد أن كانت جائزة واحدة أصبحت ثلاث جوائز تتضمن (جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود التقديرية لخدمة السنّة النبوية ومسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي).
ولا شك أن هذه الجوائز، تشكل بابًا من أبواب الخير لتلبيتها حاجة من حاجات الأمة الإسلامية للاستزادة من الهدي النبوي الشريف، انطلاقًا من نشر السنّة النبوية الصحيحة وخدمة العالم، مما يرفع قدر الأمة ويعلي مكانتها ويكسب صاحب الجائزة أجرًا وقربة عند الله عز وجل.
وقال معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عضو الهيئة العليا للجائزة منذ أن انبثق نور الإسلام وأضاء سناه في كل مكان وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأخباره هي محل عناية واهتمام، وما حظي أحد من البشرية بنقل أخباره وتفاصيل أحواله كما حظي به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
ولقد كان سلفنا الصالح متفانيًا في خدمة السنّة النبوية وحراستها والاجتهاد في التمييز بين صحيحها وضعيفها حتى روي في ذلك عجائب الأخبار وغرائب القصص.
ولا يزال الله يقيض للسنّة من يحفظها ويحميها ويذود عنها ويذب الكذب عن صاحبها عليه أفضل الصلاة والسلام، وكان من فضل الله وإنعامه وهدايته وإلهامه أن وفق هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يد الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- لخدمة دين الله - عز وجل - والعناية بكتابه العزيز وسنّة رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولا أدل على ذلك من تبني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- لإقامة جائزة لخدمة السنّة وأهلها واستثمار الجهود والطاقات والكفاءات لخدمة المصدر الثاني من مصادر التشريع.
وكان لهذه الجائزة أبلغ الأثر في العالم الإسلامي كافة، فلقد أصبحت قبلة للباحثين وميدانًا للمتنافسين، واستفاد من بحوثها المحكمة شداة العلم ومبتغو المعرفة، وساهمت في ربط الشباب بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه الشريفة، ولا شك أن هذا هو المنهج الأقوم والمسلك الأهدى في معالجة مشكلات الغلو والانحراف، وهذا أسمى ما تحققه الجائزة، أن تكون درعًا حصينًا وحرزًا مكينًا لشبابنا من مسالك الغلو والشطط ومن مزالق الانحراف والرهق.
وقد انبرى أبناؤه البررة من بعده -رحمه الله- في رعاية هذه الجائزة لتواصل عطاءها ورسالتها وأهدافها السامية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية -حفظه الله- رئيس الهيئة العليا للجائزة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وختامًا فإني أزجي عاطر الشكر وصادق الثناء وخالص الدعاء للقائمين على هذه الجائزة في هيئتها العليا وأمانتها وإدارتها التنفيذية على جهودهم الطيبة المباركة.
سائلاً المولى أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم إنه خير مسؤول وأعظم مأمول وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
وقال معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي أن جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بفروعها الثلاثة عمل صالح مبارك وخير أجراه الله على يد سموه، ذلك أن السنّة النبوية أصل من أصول الدين ووحي أوتيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال:
(ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) فكلامه وتشريعه وحي يوحى إليه من ربه.
كما قال الله سبحانه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إن هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى}. هذه السنّة التي حفظها الله تفسر كتاب الله وتبين ما شرع الله لعباده في الإيمان والصلاة والزكاة وسائر العبادات وتوضح شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العظيمة وتصرفاته في سفره وحضره ومع من حوله من أهله وصحابته ومع الآخرين في السلم والحرب وفي الحكم والقضاء وفي كل شؤون المسلم في حياته كلها منذ وجوده في بطن أمه حتى وفاته وفي قبره ويوم البعث يوم يقوم الناس لرب العالمين.
قال الله تعالى: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}.
وقال سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} وإن الخير كل الخير في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته وفيها العصمة بإذن الله من الشرور والفتن وبحفظها والعمل بها سلامة المنهج وسلوك طريق الاعتدال والبعد عن الغلو والتطرف الذي حذر منه صلى الله عليه وسلم بقوله: (إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو).
وإن العناية بالسنّة وعلومها امتثال لما أوصى به صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام والأمة من بعدهم في قوله: (عليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي...) الحديث.