قد تتزايد فرص المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم في الفوز بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا - أمريكا) المقامة حالياً في تشيلي عن نظيرتها في المنتخبات الثلاثة الأخرى المتأهلة للمربع الذهبي بفضل الخبرة والتاريخ الكبيرين للمنتخب الأرجنتيني في بطولات كوبا - أمريكا. ولكن يظل الشيء المؤكد تماماً أن المدرب المتوج بلقب النسخة الحالية من البطولة سيكون أرجنتينياً بلا جدال بعدما حجز مدربو بلاد التانجو المقاعد الأربعة كاملة في المربع الذهبي للنسخة الحالية. وأكمل رامون دياز عقد المدربين الأرجنتينيين في المربع الذهبي للنسخة الحالية من كوبا - أمريكا بعدما قاد منتخب باراجواي إلى الفوز على نظيره البرازيلي بركلات الترجيح في دور الثمانية للبطولة. ويلتقي منتخب باراجواي في المربع الذهبي بعد غد الثلاثاء مع نظيره الأرجنتيني الذي يقوده المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو. وفي المباراة الأخرى بالمربع الذهبي يلتقي منتخبا تشيلي وبيرو اليوم الاثنين بقيادة مدربين آخرين من بلاد التانجو، هما خورخي سامباولي وريكاردو جاريكا على الترتيب. وقال دياز، الذي حقق في الماضي نجاحاً كبيراً مع فريق ريفر بليت الأرجنتيني: «المدربون الأربعة الذين بلغوا المربع الذهبي من الأرجنتين؛ ولهذا ستكون سعادة مشجعي الأرجنتين هائلة؛ لأنهم لا يمتلكون فقط لاعبين متميزين وإنما أيضاً يمتلكون مدربين على مستوى هائل من الكفاءة».
وكانت احتمالات وفرص هذه الهيمنة الأرجنتينية على المربع الذهبي واضحة قبل بداية البطولة نظراً إلى أن نصف عدد المدربين المشاركين في البطولة ولدوا في الأرجنتين. وكان مارتينو قد تولى تدريب المنتخب الأرجنتيني كأمنية أخيرة للراحل خوليو جروندونا الرئيس السابق للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم. وكان هدف مارتينو الأول لدى توليه المسؤولية هو محو آثار سقوط الفريق بقيادة المدرب السابق أليخاندرو سابيلا أمام نظيره الألماني في نهائي بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، وذلك من خلال تقديم أداء يتسم بمزيد من النزعة الهجومية والأداء الجذاب والمثير. وحتى الآن، برهن المنتخب الأرجنتيني على أنه الفريق الأكثر إقناعاً في النسخة الحالية، وإن افتقد للقدرة على الحسم أمام مرمى المنافس؛ إذ لم يستطع الفريق ترجمة الفرص العديدة التي تسنح له إلى أهداف في مرمى منافسيه. وبعد 15 شهراً قضاها الفريق تحت قيادة المدرب المؤقت فيكتور جينيس قررت باراجواي أخيراً إسناد المهمة للمدرب الأرجنتيني دياز بهدف استعادة كبرياء الفريق الذي احتل المركز الثاني في النسخة الماضية من كوبا - أمريكا، لكنه غاب عن نهائيات المونديال البرازيلي بعدما حل أخيراً في التصفيات؛ ليكون الغياب الأول له عن المونديال بعد المشاركة في أربع نسخ متتالية بداية من 1998. وبقيادة دياز وصل منتخب باراجواي إلى المربع الذهبي على عكس معظم التوقعات التي سبقت مشاركته في البطولة. وفي منتخب تشيلي يخوض سامباولي تحدياً صعباً ومثيراً؛ إذ يسعى لمنح تشيلي أول لقب لها في بطولات كوبا - أمريكا من خلال هذه النسخة التي تستضيفها على أرضها. وإلى جانب عامل الأرض والمساندة الجماهيرية يمتلك سامباولي تحت قيادته مجموعة متميزة من اللاعبين. وقاد سامباولي الفريق لدور الستة عشر في المونديال البرازيلي، كما يمتلك منتخب تشيلي الآن أفضل سجل تهديفي في النسخة الحالية من كوبا - أمريكا، ويبدو مرشحاً بقوة للفوز باللقب. أما المفاجأة الأكبر فكانت عن طريق جاريكا الذي خاض مع منتخب بيرو فعاليات البطولة الحالية بتوقعات ضعيفة للغاية؛ إذ يضع الفريق لنفسه هدفاً آخر يسعى للتركيز عليه، هو تصفيات كأس العالم 2018. وحل منتخب بيرو ثانياً في مجموعة صعبة للغاية، ضمت معه منتخبات البرازيل وكولومبيا وفنزويلا، ثم تغلب على نظيره البوليفي 3 / 1 في الدور الثاني (دور الثمانية) للبطولة. وخرج المدربان الأرجنتينيان خوسيه بكرمان وجوستافو كوينتيروس مبكراً من البطولة الحالية، وفشلا في بلوغ المربع الذهبي؛ إذ سقط المنتخب الكولومبي بقيادة بيكرمان أمام نظيره الأرجنتيني بركلات الترجيح في دور الثمانية. وكان المدرب الأرجنتيني الأقل إنجازاً هو كوينتيروس (الحائز جنسية بوليفيا)؛ إذ سقط مع المنتخب الإكوادوري في الدور الأول للبطولة.