بقلم - جورج سيرافيم وجوان هورتون وشان وو:
يؤثّر محلّلو «وول ستريت» يومياً في الأسواق والشركات. وتنجح توقّعات الأرباح وتوصيات الاستثمار التي يصدرونها في تحريك أسعار الأسهم وتغيير القرارات المتّصلة بمحافظ أعمال المستثمرين. أمّا رؤساء الشركات، فيردّون عبر إحداث تغييرات في العمليّات، والإستراتيجيّات صفقات الاستحواذ وخطط الاستثمار.
ولكن ما مدى موضوعيّة توقّعات الأرباح التي يُصدرونها؟ للإجابة عن هذا السؤال، راقبنا محلّلين مصرفيين من وول ستريت، يقدّمون توقّعات أرباح للمصارف، ولأنواع أخرى من المؤسسات الماليّة أو الشركات غير الماليّة. وقد صنّفنا هذه الشركات وفقاً لاحتمال أو عدم احتمال تحوّلها إلى ربّة عمل لهؤلاء المحلّلين.
اكتشفنا أنّ توقّعات المحلّلين المصرفيّين تميل لمصلحة أرباب العمل المستقبليين المحتملين، وأنّ توقّعات هذه الشركات تُظهر عادةً نمطاً موثقاً بشكل جيّد، فتكون توقّعات الأرباح السنويّة متفائلة في البداية، ولكنّها تقلّ تفاؤلاً في وقت لاحق من السنة، لتصبح متشائمة قُبَيل الإفصاح عن الأرباح، ما يخوّل المسؤولين التنفيذيين تخطّي توقّعات الأرباح التي وضعوها، فيؤدي ذلك، في الكثير من الأحيان، إلى تغيّرات إيجابيّة واسعة النطاق في سعر سهم الشركة. بيد أنّنا لم نلحظ هذا النمط متى توقّع المحلّلون أرباح شركات من المستبعد أن يعملوا ذات يوم لصالحها.
بغضّ النظر عمّا إذا كان سلوك المحلّلين هذا واعياً أم لا، يستفيدون من هذه التوقعات المنحازة - شأنهم شأن المسؤولين المصرفيّين. وبالتالي، يزيد الاحتمال بأن يحصل المحلّلون على تعويض أعلى وأن ينتقلوا إلى شركة وساطة أعلى مقاماً، وفقاً لبياناتنا.أمّا على مستوى المصارف التي يُظهر فيها المحلّلون القدر الأكبر من الانحياز، يُطلق المسؤولون التنفيذيون أكبر تعاملاتهم في الأسهم المصرفيّة في المرحلة التالية للإفصاح عن الأرباح، ويبيعون الأسهم جرّاء ارتفاع سعرها، ويحصّلون المكاسب عليها.
بالتالي، من الخاسر؟ المستثمرون، فهم يدفعون مليارات الدولارات على خدمات البحوث هذه، ومن ثمّ يتّخذون قرارات استثماريّة سيّئة بالاستناد إلى نصائح سيّئة. ولعلّ ذلك يعطي تفسيراً لتزايد عدد المستثمرين الذين يُجرون تحليلهم الخاص داخل الشركة. إلى ذلك، تطرح نتائجها عدداً من المسائل المتّصلة بالحوكمة. وبالأخص، تظهر بأن يقيّم مجلس الإدارة بدقّة ما إذا كانت خيارات الأسهم والعلاوات تُمنَح لاستحداث قيمة فعليّة، أكثر منه تخطّي التوقّعات المنحازة.
** ** **
(جورج سيرافيم أستاذ إدارة أعمال في «كلية هارفارد لإدارة الأعمال»، وجوان هورتون أستاذة محاسبة في «جامعة «إكزتر». أمّا شان وو، فتعدّ شهادة دكتوراه في «جامعة «إكزتر»).