الداخلية تضع ألف عون أمن مسلح لحماية الفنادق وروادها ">
تونس - فرح التومي:
لا تزال تداعيات العملية الإرهابية التي استهدفت الجمعة أحد الفنادق بسوسة (120 كلم شرق العاصمة تونس) تتالى، حيث تتكثف اجتماعات المسؤولين للنظر في الإخلالات الحاصلة على مستوى تأمين المؤسسات السياحية وعلى مستوى توفير الأمن للسياح العرب والأجانب على حد سواء، فقد أعلن وزير الداخلية ناجم الغرسلي عقب لقائه مساء أول أمس السبت بوزيرة السياحة سلمى اللومي عن قرار يقضي بتسخير 1000 عون أمن مسلّح في المنشآت السياحية من أجل حمايتها في داخل النزل وخارجها.
ويذكر أنّ هذا القرار الذي يتخذ لأوّل مرّة يأتي تفعيلاً للإجراءات التي أعلن عنها رئيس الحكومة الحبيب الصيد بعد انعقاد اجتماع خلية التنسيق الأمني والمتابعة وذلك على خلفية الحادثة الإرهابية التي جدّت في منطقة القنطاوي السياحية في سوسة والتي راح ضحيتها 39 سائحاً أجنبياً فيما جرح 40 آخرون.
ولم يتردد وزير الداخلية ناجم الغرسلي خلال الجلسة من انتقاد طريقة إعلامه بالحادثة الإرهابية التي جدت بسوسة، حيث اتصلت به صاحبة النزل على رقمه الشخصي، مندداً بتراخي أمن الفندق في إعلام السلط الأمنية بالعملية منذ دقائقها الأولى بما من شأنه الحد من عدد الضحايا والقضاء على العنصر الإرهابي.
وفي نفس السياق، خرج عدد من أعضاء الحكومة ورؤساء الأحزاب في مسيرة ضخمة ليلة السبت بسوسة القنطاوي تنديداً بتواصل الهجمات الإرهابية وإعلاناً رسمياً عن تقوية اللحمة الوطنية والوقوف صفاً واحداً في وجه الجماعات الإرهابية المسلحة.
وفي نفس الإطار رفع الجيش الجزائري يوم السبت من درجة التأهب على طول الحدود التونسية الجزائرية على مسافة بطول 1000 كيلومتر، وصولاً إلى مثلث الحدود التونسية الليبية الجزائرية، تحسباً لأي هجوم إرهابي بعد حادثة سوسة، وذكرت صحيفة «الخبر» الجزائرية في عددها الصادر أمس الأحد نقلاً عن مصادر عليمة أن الإستراتيجية الأمنية التي يتم تنفيذها منذ أكثر من ثلاثة أعوام، تشير إلى وجود ما بين 7 آلاف و12 ألف عنصر من مختلف فصائل القوات المشتركة بين المحافظات الحدودية الجزائرية.
وأوضح ذات المصدر أن الحدود الشرقية للجزائر تعزَّزت بتفعيل أكثر من 60 برج مراقبة مدعمة بكاميرات حرارية متطورة تغطي كل منها مسافة 3.5 كيلومتر لمراقبة التحركات المشبوهة لمافيا التهريب والإرهاب، وأن هذه القوات وضعت على أهبة الاستعداد التام للتصدي لأي طارئ أو محاولة لخرق الحدود من طرف عناصر «القاعدة في المغرب الإسلامي» أو «تنظيم داعش « الذي تبنى العملية الإرهابية الأخيرة بمدينة سوسة. كما أشار إلى استمرار الطلعات الجوية لحرس الحدود الجزائري، بينما كثف جهاز الدرك الذي يتبع وزارة الدفاع نقاط المراقبة بتنسيق مع الجمارك، إلى جانب معالجة واقع وكل تحركات الحدود الشرقية ميدانياً ساعة بساعة، ورفع تقارير فورية للقيادة.