مرقا العلا خطرٍ عسيرٍ صعوده
ما يطلعه من لا تجلد على الكود
والبيت ما يبنى بليا عموده
والحيف يزعل من عن الحق مردود
والحر يجزع يوم توطا حدوده
وتشرهه نفسه على الطيب والزود
ولا يشتكي من لا تضره لهوده
إن شاف جور الحيف والعدل مفقود
والوقت شفنا كل بيضه وسوده
وشفنا نهار مع لياليه مضهود
والغيم لو تسمع صواعق رعوده
لا ممطرٍ وبلٍ ولا هوب مريود
يا مدورين الطيب قيسوا عدوده
والطيب عدٍ بين الاجواد مارود
والناس بأرض الله تراهم شهوده
وحق بلا فعل على الرجل مجحود
والنذل حيلات الردى ما تكوده
واليا بغا الطولات ما يدرك الجود
عن المراجل قاصرات زنوده
طير العشا يصبر على كل منقود
الخيل ما تشكي مضاريب عوده
وبالقيض ما ركب النضا مثل صاهود
يعيش في دنياه همه رقوده
ولا نفضنه قرّح الخيل والقود
لا عل رحمة خالقه ما تعوده
وعساه مع زمرة هل النار بخلود
هذا زمان هايبات فهوده
والناس نادوا عنترة بسم مسعود
واشوف لي رجلٍ يعدد جدوده
لو أن أبوه وجده اضعف من الدود
كلت من الماطا رواسي حيوده
والبوم شاش ولابسٍ درع داوود
والنيص حط لهامة الراس خودة
عقب المذلة له طوابير وجنود
ماكن شيٍ في زمانه يكوده
شاهد بها الدنيا سلامات وركود
وحتى الغراب اليوم يفخر بجوده
والفأر بذراعه قطع كل بالود
والشري والحرمل تباهت وروده
وقامت تشيل غصونه الماس وعقود
- محمد الأحمد السديري