عبد العزيز صالح الصالح ">
تلعب التَّقنية الحديثة دوراً هاماً وبارزاً وفعالاً في حياة المرء، حيث أصبح عالمنا اليوم عالماً مليئاً بالصّوت والصُّورة عبر وسائل التَّقنية المتعدِّدة، حيث أدخلت عليها عناصر حديثة وجعلته لا يستطيع أن يتحرك بدونها، في ظل هذا التغيير الذي لا يقتصر على نقل المعلومات بل يسعى إلى تطوير مهارات المرء في البحث عن المعلومة، حتى أصبحت كافَّة القطاعات المتعدِّدة من تجارية وصناعيَّة وعلميَّة وتعليميَّة وغيرها تعتمد عليها اعتماداً كبيراً في كافَّة مقاصدها وذلك لجودتها وإتقانها وإنجازها في وقت قصير.
لنبدأ مع نبي هذه الأمَّة سيد المرسلين وسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلَّم - مخاطباً أمته الكريمة قائلاً: «إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه». فالإتقان والجودة أمر مطلوب ومهم في حياة المرء فالأمم في أصقاع المعمورة تسعى جاهدة بكل ما أتيحت لها من إمكانات إلى الارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة تقنياً وحضارياً وعلمياً وصناعياً، فقد أبهرت هذه التقنية الحديثة عالمنا المعاصر وفي هذا المجال تعددت البحوث والدراسات لتحدد دور هذه التقنية في إنجاح العملية التعليمية على سبيل المثال لا الحصر. فالمعادلة التعليمية الجديدة أصبحت تكمن في كيفية القضاء على عملية التعليم التلقيني الذي يكون فيه الطالب مجرد متلق سلبي للمعلومات.
إلا أن هذه المعادلة تتطلب جهدا في تغيير في السلوكيات التعليمية للطالب ومعلمه، مما يجعل الهيئة التعليمية بشكل عام تستعين بتطبيقات الحاسوب والإنترنت وغيره من التقنية الحديثة في توفير البنية التحتية وتحديد تقنيات المعلومات وتطوير النظم والبرامج في أي مجتمع يتطلع إلى الأمام.
حيث إن الصناعات المتقدمة حديثاً تمتاز بالجودة والإتقان.. حتى ظهر مصطلح الجودة والتطوير في عدد من المجالات المختلفة ودعمت من قبل جهات متعددة حتى تسابق أو تجاري من سبقها في هذا المجال، وكذلك إيماناً منها بنتائج وإيجابيات راقية متقدمة، فالمعايير الفنية والإدارية والتقنية هي المحرك الأول لجميع الأعمال منذ البداية حتى النهاية، حيث إنها تسيطر أو تتحكم في إدارتها حتى أصبحت التقنية الحديثة عنصرا مهما وداعما وفعالا لنشر هذه الجودة والإتقان، حيث إن البرمجيات سخرت بأن تقيم وتقوم كافة العمليات الإدارية والإنتاجية لأي قطاع من القطاعات الحيوية وأصبحت بالضرورة أن نتقيد بقوانينها وإجراءاتها وآلياتها التي تعمل معها، وتُعدُّ هذه المعايير من الأهداف المهمَّة التي تحقق الأهداف الخاصة بالجودة.
ثم تطور الأمر حتى أصبحت المؤسسات الميدانية والتجارية والصناعية والتعليمية بشكل عام تخضع لقوانين الجودة العالمية، وقد سارت كثير من الدول والمجتمعات المتقدمة تتبنى هذه الفكرة في أداء أعمالها حتى أصبحت هذه المعايير الدقيقة والمتقدمة تعبر عن مستوى الحالات الإنتاجية في هذه القطاعات، فالواجب على المرء أن يلتزم بهذه المعايير في أداء عمله حتى يحقق ما يسعى إليه أو يطمح له في كل وقت وحين، ولن ننسى بالتأكيد دور التقنية الحديثة لأنّها وفرت لصاحبها من الجهد والعناء والتعب والوقت والمال حتى المستوى الفردي أو الشخصي، فيجب على المرء بقدر المستطاع أن يستفيد من هذه التقنية الحديثة بطريقة حضارية وفقا لمعايير الجودة والإتقان التي تسير عليها كافة الدول المتقدمة حضارياً وصناعياً وعلمياً..
والله الموفق والمعين..