سلمان محمد البحيري ">
الكاتب حينما يكتب تنساق له الحروف، ويفيض قلمه عذوبة وأدباً فيرتفع أسلوبه مرة للأعلى وينخفض مرة للأسفل، مثل معزوفة فنية جميلة ممتعة ، ويكون معها أحياناً صبغة خيالية فاتنة، فالكاتب حينما يكتب يشعر أحياناً كأنه مثل الطائر الحر الذي يحلق في السماء عالياً بدون قيود، وأحياناً إذا كان يكتب عن الحب أو الخواطر الرومانسية فهو يشعر وكأنه جالس أمام البحر ويتأمل أمواجه مع لحظة الغروب، أما إذا كان الكاتب يكتب بغضب فحروفه تأتي كأمواج البحر العاتية الغاضبة التي تضرب في صخور الشواطىء بقوة ، فالكتابة تجعل الشخص مرهف الإحساس وتجعله يتألم إذا رأى أو قرأ عن معاناة أو ألم؛ فيكتب عنها من خلال هذا المنظار، والكاتب المتمرس يستطيع أن يجعل القراء يتأثرون اذا كتب شيء يلامس أوتار قلوبهم، وتكون كتابته كالموسيقى التي تعزف وتطربهم كما أنه يقدر أن يجعل حروفه كالموسيقى التي بها حزن ومرة كاللحن الموسيقي الذي يعزف بالامل والسعادة ومرة يستطيع أن يجعل حروفه تعزف كسمفونية الشوق وأحيانا يقدر أن يجعلها تعزف موسيقى الفقد الشجية وأحيانا له القدرة أن يجعلها تعزف موسيقى الحب فالكاتب مثل قائد الأوكسترا أو المايسترو كما يحلو للبعض تسميته وأما الفرقة الموسيقيه فهي الحروف.