سعادة رئيس التحرير، تحية.. وبعد:
لم أعهد في طرح الدكتور جاسر الحربش المجازفة أو تعسف الرأي أو الكلمة لتوائم فكرة اختمرت في رأسه كما جاء فيما كتبه يوم الأربعاء التاسع من شعبان، العدد 15581، عن عراق اليوم.
فالعراق بكل مكوناته موجود في مكانه منذ قرون عديدة، أما أمريكا وإسرائيل وإيران الملالي فهي حديثة العهد في المنطقة، ومن المؤكّد أن تأثير القرون أقوى.
لقد تلاعب المحتلون والمستعمرون بالتشكيلة السكانية قروناً، كل حسب قدرته واختلافه عن أهل العراق الذين شكلتهم بيئة شحيحة فرضت عليهم الإقصاء والاستحواذ بأي وسيلة من متطلبات البقاء. التصنيف بأنواعه هو ديدن الاستحقاق، ولم تقلّل من الشح والشحناء عقود من الريع لم تتعود عليها (جينات) معمرة قروناً.
لقد خرب الناس وشائج الزمان والمكان الواحد، والعرق والعقيدة والمصلحة والمصير المشترك واستسلموا لصرخات جينات الإقصاء العتيقة، صرخات لم يسمعها علماء النفس والاجتماع والإنسان منهم وبينهم.
- منصور الحميدان