وفاء العجمي ">
انتهت الاختبارات وبقي الجميع في انتظار (الحصاد) الذي على ضوئه يتحدد مستوى الهدية أو العتب، وبإعلان النتيجة سوف تحتفل الكثير من الأسر بنجاح أبنائها، وينتظر الناجحون على أحر من الجمر هدايا النجاح من الآباء والأمهات، وتمثل الهدية للناجحين أهمية كبيرة؛ فهي تتويج لمجهود عام كامل من التعب والمثابرة.
اطلب تنل.. «شُبّيك لبّيك» نحن وما نملك ملك يديك، أنت تستحقّ وتستحقّ، ماذا تريد؟ أريد سيارة، يسرع الأب بإحضار أجمل سيارة لأروع ابن، ويتركه من دون مراقبة أو محاسبة، يفعل بها ما يشاء، وقد يصير ابنه من أبطال
«التفحيط»، وفنّاني المعاكسات، وهو يدري أو لا يدري!
تتراوح هدايا النجاح ما بين دراجة وتذكرة سفر إلى حد سيارة!
سعادة غامرة، وفرحةٌ عامرة، لقد تحققت أعز أُمنية، ونجح ابنُنا، ليصنع مجدَنا، ويعيد عِزّنا؛ تفرح الأسرة بتفوق ابنها، تُمطره بوابل من الهدايا المادية والمعنوية، بدافع من العاطفة المتدفقة الجامحة.
تهطلُ أمطارُ الثناء الجميل، والشكر الجزيل، والتعظيم والتمجيد، والاحترام والتبجيل، يا بطل، يا عظيم، يا شجاع، يا ذكيّ، يا دكتور المستقبل...
الهدية في نهاية الموسم الدراسي تكون بمثابة المكافأة التي ينالها الطالب لتتويج النجاح، وللهدايا أشكال وأصناف متعددة وطرق متنوعة لتقديمها إلا أن جميع هذه الطرق والأصناف تهدف إلى أمر واحد، وهو تحفيز الطالب ودفعه لمواصلة التفوق والنجاح في الأعوام المقبلة.
الهدية تخلق جواً من التنافس الشريف بين الأبناء في التحصيل وطلب التفوق، وهي بمثابة الشكر والثناء يقدّم على شكل هديّة، وكذلك هي دافع جميل وقوي لبثّ روح الحماس لتقديم كل ما هو أفضل في السنة الدراسية المقبلة، ولا شك أن النجاح يزرع الفرح والسرور في قلوب أولياء الأمور، وبالتالي فإن الكثير منهم يبادرون بتجهيز الهدايا بعد ظهور النتائج مباشرة، وهدية النجاح أصبحت الشغل الشاغل لأبنائنا؛ لأنها أصبحت عنواناً للتفوق والنجاح.
الهدية عامل نفسي جيد لتحفيز الطالب على تطوير مواهبه وقدراته، وهي بمثابة المكافأة التي تشجعه على مواصلة التفوق، خاصة إذا كانت بمثابة التتويج لمجهوده، وهي بلا شك تجعله يقبل على كل ما يكلف به بحماس شديد.
أعط ابنك أعظمّ الهدايا، ولكن أشعره بالمسؤولية، شاركه التصرّف فيها، راقبه، المهم لا بد أن تضمن حسن استغلاله لها.
وأنت قبل ذلك قد أحسنت تأديبه، وحسّنت خُلقه، وربّيته على خير السجايا، وأحسن الخصال، وأنبل الشمائل، وغرست في نفسه تقوى الإله ومراقبته، فأصبح ذا نفس عزيزة، وقلب حي، وضمير يقظ.