ع (م) محمد فراج الشهري ">
الأمر يستلزم منا العودة إلى التذكر بأن ما يحدث الآن في العراق وسوريا ما هو إلا نتاج دخول القوات الأمريكية للعراق إذ أنها وبعد أن أنهت مهمتها المزعومة كان يفترض أن تعيد ترميم البنية التحتية العراقية بشكلها العام وتعيد ترميم الجيش الذي فككت روابطه، وتقوم على تدريبه وإعداده بالشكل الذي يضمن سلامة العراق من أي تدخلات خارجية، لكن ما حصل هو العكس تماما حيث سعت إلى خراب العراق وتفكيك قواته العسكرية وشرذمته وإحياء النعرات الطائفية كما ساهمت في تغلغل الإيرانيين في جميع مفاصل العراق وتحول إلى مستعمرة إيرانية يتناوب عليها عملاء خبثاء مثل المالكي وأصبحت إيران تعبث فيه كيفما تشاء، ثبت ذلك جليا لا يقبل الشك ابتداء بحكومة الخائن نور المالكي عميل إيران ومندوبه السامي في العراق وعن طريقه تم الترتيب لدخول ما يسمى بـ(داعش) التي هي زراعة أمريكية إيرانية إسرائيلية بالتعاون الكامل مع بشار الجزار وزمرته في سوريا وتم تسليم داعش الأرض والسلاح لتعيث فسادا في الأرض.. نعم أمريكا هي من تسببت في الانحدار الأمني في العراق خاصة عندما اختار الحاكم الأمريكي بعد احتلال العراق (بول بريمر) دستورا للعراق وضع من خلاله حجر الأساس لفكرة تقسم العراق وإسقاط دولته المركزية عندما أقر له الفيدرالية. نعم فقد حاول الاحتلال إعادة بناء الدولة على أساس طائفي وعرقي ممهدا الطريق لما نشاهده هذه الأيام من سيطرة الجماعات الإرهابية منذ أبو مصعب الزرقاوي وحتى تنظيم داعش. وكأن الأمريكيين استبدلوا طغيان صدام بطغيان القاعدة والجماعات الإرهابية التي خرجت من عباءتها، ومن ضمنها داعش ثم أتى بعد ذلك دور الخائن عميل طهران المالكي الذي كان مسئولا مسؤولية مباشرة عن خراب ودمار ما تبقى من العراق، فقد أعلن انحيازه الطائفي وكرّس لفكرة الطائفية وتقسيم العراق وتحيزه الواضح في كل قراراته وتصرفاته وتخليه عن المواطنة والدولة الوطنية الديموقراطية التي تتسع لكل الطوائف والعرقيات والجماعات في عراق عربي موحد. إلا أنه غير خارطة العراق وسلبه قواته وقوته بعد سلسلة الانهيارات الأمنية والهزائم العسكرية ومصرع مئات الجنود من العراقيين وانهيار البنية العسكرية للجيش العراقي بشكل مريع أمام عصابات داعش وعشائرها، وحتى عندما أقيل لم يحاكم وكأنه لم يرتكب أي شيء ولم تستطع حكومة العبادي أن تفعل أي شيء سوى الكلام لأن الألغام الطائفية والسياسية والأمنية التي زرعهاالمالكي وهو الخبير في العمل السري والتخريبي وفي التآمر خلف الكواليس والناهل من مدرسة الخبث الإيرانية البرمكية أكثر من كافية للإطاحة بكل الجهود ورغبات الإصلاح التي ينوي العبادي تنفيذها، فالملاحظ أن مأساة (سبايكر) ومصرع مئات الجنود العراقيين حتف أنفهم على يد عصابات داعش وحلفائها من البعثيين والقتلة المستأجرين قد تكررت في مأساة (الصقلاوية) رغم دعم الطيران الغربي. والدعم الدولي للعراق إلا أن القيادة العسكرية العراقية وجميع مليشيات الحشود الطائفية من أهل الجهاد الكفائي لم يستطيعوا فك حصار الأنبار مما أدى إلى كارثة عسكرية اعترف بها قادة سابقين مع المالكي والسؤال المحير الذي لم أجد له إجابة، هو كيف انسحبت القوات العراقية من الموصل ثم من الأنبار والرمادي بدون قتال في الآونة الأخيرة في نفس الوقت الذي تم فيه انسحاب قوات الجزار بشار من تدمر وتسليمها كلها لداعش؟!!!! حاولت أن أجد مبررات أو تفسيرات فلم أجد أمامي سوى أنني أرى مسرحا تراجيديا فيه مسرحية هزلية صنعت من داعش ماردا لا يقهر تسلم له الأراضي الواحدة بعد الأخرى حتى امتلك 90% من الأراضي السورية وكذلك من الأراضي العراقية ويسرح فيها ويمرح بمباركة أمريكية إيرانية روسية إسرائيلية والذي تم ظهوره للعيان من التقارب الوثيق بين داعش من جهة والإيرانيين من جهة أخرى حيث هناك جهات ذات اطلاع استخباراتي تؤكد أن مطبخ داعش وغرفة عملياتها الحقيقية في طهران التي أيضا تحتضن المطبخ الرئيسي للقاعدة منذ زمن وعلى كل محلل عسكري أو استراتيجي أو سياسي إذا كان غير مؤيد أو مخالف لما أراه أن يبين لنا لماذا داعش والقاعدة لا تعترض لما هو إيراني على الإطلاق وليس من الآن بل منذ زمن ثم أن الأدلة التي بيد الجيش الحر على وجود التعامل واضح بين داعش والإيرانيين ووجود كثير من العملاء وكذلك الروس الذين ظهر ارتباطهم الوثيق في هذا الاتجاه عليه نستطيع أن نرى بوضوح أن داعش صناعة أمريكية إيرانية سورية إسرائيلية برعاية روسية مخططا لها بعناية حتى لا يظهر طرف من هذه الأطراف واضح المعالم فيما يجري إلا أن الصلة الداعشية الإيرانية أصبحت واضحة لا لبس ولا غموض فيها والأسوأ من ذلك كله ما تقوم به إيران الآن على الساحة العراقية من شل لحركة العراق بعد أن تغلغلت في كل مفاصله وعلينا جميعا أن ندرك العدو الحقيقي للإسلام والمسلمين وللأمة العربية بشكل خاص، نحن أمام مؤامرة تزداد اتساعاً كيوم ولابد من إيقاف هذا المد الجنوني، والعراق لن يستطيع تغيير الواقع الميداني أبدا مالم يكن هنالك قيادة ميدانية عراقية فاعلة على الأرض تستطيع إدارة دفة المعركة بكل أبعادها وحشد الدعم الداخلي وتغيير القيادات العسكرية والابتعاد عن الفوضى والهرجلة في إدارة العمليات.. إذ أن المليشيات الطائفية باتت أقوى من الجيش وأكثر تسليحا وتضارب المهام قد أفرز فوضى ميدانية قاتلة يذهب ضحيتها الأبرياء ولابد من محاسبة المالكي وزبانيته على ما اقترفه بحق العراق وشعبه، وعلينا جميعا أن ندرك أن إيران هي من تقف خلف داعش سواء فهمنا أم لم نفهم ومعها أمريكا والجزار البشار والسوفييت وإسرائيل أما ما يجري في اليمن فيحتاج إلى مقالة أخرى قادمة بإذن الله فهل من متعظ ألا قد بلغت اللهم فاشهد.