عبدالله بن سالم الحميد ">
كان يوم الأربعاء 24-7-1436هـ مشرقاً إذ شرّف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفل تأسيس (مركز الملك سلمان للإغاثة، والأعمال الإنسانية). ودشّن - حفظه الله- ووضع الحجر الأساس للمقرّ الدائم للمركز بالعاصمة العزيزة الرياض.
ويُعدّ هذا المركز واحداً من نخب.
المشروعات الخيرية الرائدة، التي تسهم إسهاماً فعليّا فعّالاً في رفع معاناة المسلمين في كل مكان، معبّراً عن أنموذج من نماذج التكافل والتعاون الذي يميّز الكيان الإسلامي الواعي الممتثِّل لقيم دينه وتعاليمه.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة وافية معبّرة بهذه المناسبة التاريخية الكريمة، قال فيها:
(انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته، وصحته، وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال، فإننا نعلن تأسيس، ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دوليّاً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث، بهدف مساعدتها، ورفع معاناتها لتعيش حياةً كريمة).
وبهذه المناسبة أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن تخصيص مبلغ قدره مليار ريال) للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز.
إضافة إلى ما سبق أن وجّه به - حفظه الله - من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابةً للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمنيّ الشقيق.
نعم:
هكذا، وبقوّة وحزم متعامدين ينطلق هذا المشروع الحضاريّ الإنساني ليؤكد مصداقية البذل والعطاء الذي التزم به خادم الحرمين الشريفين نحو الأمة الإسلامية التي تؤرّقه معاناتها، من واقع إحساسه العميق بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، التي عبّر عنها في كلمته موضّحاً الهدف السامي من تأسيس هذا المركز، ورسالته إذ يقول:
(سيكون هدفنا، ورسالتنا السعي جاهدين لجعل هذا المركز قائماً على البعد الإنساني، بعيداً عن أي دوافع أخرى، بالتعاون مع المؤسسات، والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة).
واستمراراً للعطاء من أجل الارتقاء والتنمية والبناء، وإعادة الأمل، فقد أكّد خادم الحرمين على دعم اليمن الشقيق من خلال هذا المركز حيث يقول:
(وحرصاً منّا على إخواننا في اليمن الشقيق، وفي إطار عملية إعادة الأمل فسيولي المركز أقصى درجات الاهتمام، والرعاية للاحتياجات الإنسانية، والإغاثية للشعب اليمني العزيز على قلوبنا).
ويأتي هذا المشروع الإنساني العملاق ضمن منظومة سنابل الخير والإحسان المنبثقة من المشاعر المكتنزة بحبّ الخير، الحريصة على شموله، وتجذّر أغصانه، وانتشار ثماره وتجلّياته ليستفيد منها القاصي والداني، ويعمّ نفعها أرجاء، وآفاقاً شتّى.
يبتهج بهذا المشروع الإنسانيّ العظيم كلّ مسلم يهمه أمر إخوته المسلمين، ومعاناتهم، ويسعد بتلبية احتياجاتهم، وملامسة قضاياهم، ومعالجة مشكلاتهم في كل مكان.
هذا الحضور الإنسانيّ الأثير يؤكّد دور المملكة العربية السعودية، وحضورها الفعّال في ميادين حيوية شتّى معبرّة عن مستوى رفيع للإخاء والتعاون والإيثار والبرّ والتقوى في سبيل الخير التي تنعكس ثماره، وآثاره على كلّ البيادر بكل خير وحب، وسعادة، وارتقاء.