د. محمد أحمد الجوير ">
من يريد أن يتناول شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لابد له أن يعود القهقرى، لما قبل خمسين عاماً تقريباً، وخاصة خلال فترة إمارته لمنطقة الرياض، ليقف بنفسه على ملامح هذه الشخصية، وخصالها، ومقومات نجاحها، فضلاً عما يملكه المتابع لسيرته من مقتطفات مهمة عنه، إبان حياته في كنف والده- رحمه الله-، حيث اعتاد الملك سلمان في كثير من الأحايين، ومن خلال أحاديثه، أن يعرف مواطنيه بشيء من سيرة والده المؤسس- رحمه الله-، وأحوال أبنائه معه، وكيف كان الملك المؤسس، يتعاهدهم، ويتعقبهم، ويحرص على تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة، صفات وخصال حميدة، لازمت الملك سلمان في حياته منذ عرفناه أميراً لمنطقة الرياض، إلى هذا اليوم الذي يتولى فيه مقاليد حكم البلاد، بان حبه لأهل العلم، وأهل القرآن، وأهل الثقافة والأدب والصحافة والتاريخ والتراث، وظهر حزمه وعزمه في قيادة دفة البلاد من أول يوم بدأ، جسّد فيها، كرهه وبغضه للظلم، والفساد، والتخاذل والتقصير في أداء العمل، لا يتوانى لحظة في حسم أمر يراه ضد مساره السليم، عرفناه حازماً في إمارة منطقة الرياض، مهاب الجانب، له صولة وجولة، وهيبة في محالها، هيبة، عمادها العلم والخبرة والخوف من الله، باب مكتبه مفتوح للجميع، وباب قصره، مشرع للمواطنين، خصّص أياماً لاستقبالهم، يعتذر مسبقاً لهم في حالة وجود ظرف طارئ حال دون ذلك، شعاره الانضباطية، هذه الشخصية مكتملة المعالم، تجبرك على احترامها والوقوف لها، إجلالا وتبجيلا، تطرب لسماع حديثها، وخاصة في المحافل، تود لو لم تتوقف، لسلامة لغته، ومتانة أسلوبه، لا يخالجك أدنى شك ولا ريب، أن الرجل صادق في توجهه، أمين في ما يقوله، مخافة الله في قلبه وبين عينيه، بمجرد ما تولّى قيادة هذه البلاد، تلقته الجماهير السعودية بمختلف أطيافها، بالترحاب والقبول، خطواته الصائبة، وقراراته الجريئة، وأوامره الخيّرة، فرح بها المواطنون، كانت بمثابة البشارة بعهد ملكي جديد (وزارته الشابة، عاصفة الحزم، مركز الملك سلمان للإغاثة، إعفاءاته التي لاقت قبولاً وارتياحاً في الشارع السعودي) هذه كلها بلورت شخصية الملك سلمان في ذاكرة الجيل الجديد، مما جعله يكتسح شعبية جارفة، تزداد يوماً بعد يوم، كل ما سبق ذكره، ليس جديداً على القارئ الكريم، والمتابع الفطن، لكنه قد يكون تكأة لما نحن بصدد الحديث عنه، وكان السبب المباشر لكتابة هذه المقالة السريعة، التي تأتيي سياق مقالاتي، التي لم تزل تترى عن هذه الشخصية الملكية الزاهية، ولعلكم تتذكرون مقالاتي العديدة، عن والدنا وقائد مسيرتنا الملك سلمان- حفظه الله-، ما قبل توليه مقاليد الحكم، وما بعده، الملك سلمان شخصية تواتر القول عنها، بأنها حازمة منذ نعومة أظفارها. جزئية، مهمة، باتت حديث الشارع السعودي، ذلكم هي (عدلية) الملك سلمان التي يضادها الظلم، الملك سلمان، قالها بالفم المليان وبالحرف الواحد، هو ضد ظلم المواطن، ورمى الكرة في مرمى المظلوم، لم يتركه خائفاً أو هائماً على وجهه، المظلوم كائناً من كان، يحق له مقاضاة الملك ذاته، يعني سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهد وكل فرد كبر أو صغر من أفراد الأسرة المالكة، فإذا كان هذا في حق القيادة وأفراد الأسرة، فمن باب أولى، يكون في حق عامة الشعب، وثمة إشارة وردت في حديث الملك سلمان وهو يجتمع مؤخراً بمسئولي هيئة مكافحة الفساد، لا ينبغي تجاوزها، وعدم التوقف عندها، لمعرفة مضامينها وما ترمي إليه، يوم قال- حفظه الله -»يوجد في بعض الدول الأخرى ملوك الدول أو رؤساؤها لهم حصانة عن الدعاوي، وهنا يستطيع أي مواطن أن يرفع قضية على الملك أو ولي عهده أو أي فرد من أفراد الأسرة» كلمة الملك سلمان أمام مسئولي هيئة مكافحة الفساد، في ظني هي (وثيقة عدلية) تشي بعدل هذا القائد وعزمه على تفويت أدنى فرصة للظلمة والمفسدين، أن يستغلوها في الإضرار بالوطن أو المواطن، ونحن متأكدون أن الجهات القضائية، وجميع المواطنين قد استقبلوا حديث الملك في هذه الجزئية، باستبشار وارتياح، كاملين، ولاشك أنها تعتبر (خارطة طريق) للمرحلة السلمانية الحالية والمقبلة بإذن الله، الملك سلمان حمل لقب خادم الحرمين الشريفين، وطالما ظلّ معه هذا اللقب وملازماً له، فلا أخاله، إلا خادماً للوطن والمواطن، فالحرمان الشريفان في قلب كل مواطن فضلاً عن كل مسلم، مليكنا المفدى، يستشعر هذه الخصّيْصة العظيمة،نحن في المملكة العربية السعودية، نعيش الآن في مرحلة سلمانية، قوامها العدل والحزم والعزم، حقيق بنا أن نفتخر ونفاخر بها وبمن يقودها، ألا يكفي أن هذا القائد، الحكيم، المحنك، الفذ، أعاد لأمتنا ما فقدته من مجد وكرامة وعزة، وذلك من خلال خطوات جريئة ومواقف صلبة غير مسبوقة؟ ألا يكفي أنه حال بفضل الله وتوفيقه، دون تمدّد الصفويين إلى حدودنا؟ لنتذكر إعفاءاته لبعض الوزراء، كيف كانت، وبسبب ماذا؟ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمانبات سلطاناً، سكن القلوب، فإذا كان العز بن عبد السلام في عهده من علماء القرن السابع الهجري، حاز على لقب (سلطان العلماء) فلن أخطئ، أن أقول بأن مليكنا سلمان (سلطان الملوك) نعم هو كذلك، استطاع أن يطوّق العالم بحكمته وحنكته وحزمه وعزمه، وترويضه للبعض، وترويعه للآخر.. بقي القول، يلزمنا في هذا الوطن الغالي باختلاف مشاربنا، أن نعي ما نتبختر فيه من نعم، تترى، أجلّها نعمة الأمن، وأن نكون عيوناً ساهرة، في وجه كل عدو متلون، ومتخفِ.. ودمتم بخير.