عليَّ أن أعترف في البداية أن ما جذبني لهذه الرواية هو اسم مؤلفها نيكولاس سباركس المؤلف الأكثر مبيعاً وفقاً لتصنيف جريدة نيويورك تايمز، نيكولاس تشارلز سباركس ولد في 31 ديسمبر 1965من أكثر الكتّاب العالميين الأمريكيين المعاصرين مبيعًا, اُكتُشِفَ من قِبل الأديبة الوكيلة: تيريزا بارك التي أُعجبت بروايته «نوت بوك»وعرضت أن تُمثله.. في أكتوبر عام 1995، أمّنت بارك للرواية مليون دولار مقدماً لنشر الرواية. نُشرت الرواية في أكتوبر 1996 وأصبحت من أكثر الكتب مبيعًا من أول أسبوع نشرت فيه.
بعد نشره لنجاحه الأول، كتب العديد من الكتب التي حققت نجاحات كبيرة وقد تُرجمت أعماله إلى 35 لغة. وست من رواياته أصبحت أفلامًا: «مسج ان بوتل: رسالة في قنينة» ,»واك تو ريممبر: نزهة للذكرى ,»ذا نوتبوك: دفتر الملاحظات», «نايتس ان رودانث: ليالي في رودانث، «ديير جون: عزيزي جون» ذا لاست سونق: الأغنية الأخيرة «، وروايته «ذا لاكي ون: الشخص المحظوظ».
تقع الرواية في 360 ورقة من الحجم الصغير، في الحقيقة وصلت إلى الجزء الرابع عشر على مضض 251 صفحة، ولم أجد أي شيء يستدعي إكمالها أو تستحق أن تكون ذات صيت عالٍ، مجرد رواية عاطفية تقليدية، الفتاة جابي تعيش في منزل صغير في قرية بيدفورد تقع في حب جارها ترافيس لكن هناك مشكلة واجهتهما، وهي أن قابي مخطوبة، لكنهما يتجاوزان بسرعة هذا العائق ويقرران الزواج، تبدو قصّة تقليدية مملة، وبعد نهاية الفصل الرابع عشر فعلاً قررت أن أترك الرواية، لكن قررت أن أعطيها فرصة أخيرة، مع بداية الفصل الخامس عشر بدأ الكاتب نيكولاس باركس بإثارة الأسئلة الكبيرة على القارئ، بدأ الفصل الخامس عشر بمفاجأة القارئ بمرور قرابة 11 عاماً على زواج جابي وترافيس، لديهما ابنتان بعمر العاشرة والثامنة، وجابي في غيبوبة في المستشفى من أشهر بسبب حادث سيارة، ترافيس لم ينقطع يوماً عن زيارة زوجته، وتساءل عن ما يخفيه له المستقبل، يقول سباركس أن هنالك أناساً يدعون معرفة إجابات جميع الأسئلة أو على الأقل إجابات الأسئلة الكبرى في الحياة ولكن الكاتب لم يكن يصدقهم مطلقاً كان هناك شيء يشوب الثقة التي يتحدثون بها، كان السؤال الأكبر هو إلى أي مدى ينبغي على المرء أن يواصل باسم الحب الحقيقي؟ يمكن أن يطرح السؤال على مئات الأشخاص ويحصل على مئات الإجابات المختلفة ولكن أفضل ما يستطيع الإنسان عمله هو أنه يجب على المرء أن يضحي ويتفهم ويغفر أو حتى يقاتل عندما يقتضى الأمر، مرض الزوجة جابي بعد مرور هذه السنوات على زواجهما، جعل ترافيس يتساءل سؤال جوهري، إلى أي مدى سيواصل؟! في الصبر إذا لم تستيقظ زوجته! في حبه لها، إن الاختبار العظيم يقع على «خياراتنا» في الحياة، لا أحد يعرف الإجابة فعلاً.
وجعلنا الكاتب نتساءل: ماذا لو مررنا بنفس التجربة التي مرّ بها ترافيس؟! هل سنقرر الانتظار، هل سيكون خيار فصل أجهزة الإنعاش مطروحاً لنريح من نحب من العذاب، هل يستطيع الإنسان فجأة تحمّل تفاصيل الحياة اليومية لوحده؟!
لوهلة شعرت أن الحياة ليست بالسهولة التي نتخيّلها، خصوصاً لو مررنا بتجربة فقدان إنسان قريب.
ستدرك فعلاً أن هنالك لحظة مفصلية بحياة كلّ شخص، يمتلك فيها «الخيار» لما يريده فعلاً أو ما يمليه عليه ضميره.
- أحلام الفهمي