شعر: عبدالله بن متعب السميِّح ">
تسنّمي المجدَ لا وهنٌ ولا خوَرُ
وطاولي الشهبَ عنك الشهبُ تنكدرُ
وجللي الأفقَ نوراً منك مؤتلقاً
يجلو الظلامَ ويخبو عنده القمرُ
يا لوحةً يستشف الكون روعتَها
وصورةً قد تهاوت دونها الصورُ
يا نفخةَ الخلدِ في أرجائنا عبقت
بها تباهى رباك الطاهرُ العطرُ
تيهي شموخاً على الأوطان وادّرعي
قلوبنَا إننا بالبذل نفتخرُ
تشرَّبي مهجاً يا طالما امتزجت
دماؤها بثراك حين تنتثرُ
تجري فداءً وتزجى من أشاوسةٍ
هم السياجُ إذا ما استفحلَ الخطرُ
بالأمس لما تبدّى الشر وائتلفت
قوافلُ الحقدِ يحدو جيشها النغرُ
بالأمس بالأمس ماهابوا وما ذخروا
بذلَ النفوس ونار الحربِ تستعرُ
بالأمس ساروا لساحات الوغى زمراً
والكيدُ محتدمٌ والموت منتشرُ
ولم يزالوا على العهد الذي صدعت
بصدقه الأرضُ أو جاءت به السورُ
هم الأُلى لا رغيدُ العيش يقعدهم
ولا يثبطهم فقرٌ إن افتقروا
يقودهم حزم سلمان الذي صغرت
أمام حنكته الأحلام والفكرُ
وبالعزيمة تردي كل قارعة
إن جُن ليلٌ من الأهوال معتكرُ
سلمان، يلتفت التاريخ يهمس لي
إن كان مجدٌ فهذا المجد يبتدرُ
هذا الذي لم يزل يمتاح ذاكرتي
وفي التدبرِ للأواب مدَّكرُ
هذا الذي كم تمنت عهده حقبٌ
حتى كأن الأماني فيه تشتجرُ
طوبى لكم أن تجلى بينكم ملك
هو الحفيُّ فلا منٌ ولا كدرُ
الحاني العدل في شعبٍ وفي رحمٍ
الصابر المحتذى إن ضج مصطبرُ
سلمان والحزم سيفٌ حده لهبٌ
يجتث وغلاً بثوب اللؤم يأتزرُ
ذاك الذي جاءنا مسخاّ فعالجه
جودُ الكرام فأضحى رمزَ من غدروا
لما اشتكى الثغر طعنات الأُلى كفروا
بنعمة الثغر حيناً بعدما بطِروا
تيمّمتهم من الآفاق جائحةٌ
بالمهل تهمي وفي إِحداقها شررُ
كذا الحليم إذا مُسّت حفيظته
وغضبة الحر لا تبقي ولا تذرُ
لكنه البَرُّ لما أكرهوا يده
على الردى كانت الأخرى لهم مطرُ
إنا نحبك يا ذا الطَول في زمنٍ
كواهلُ العرب كادت فيه تنكسرُ
سلمانَ، سلمان قال المجدُ قولته
فيك المقالُ وفيك الشعرُ يختصرُ
سلمان، والأمن يزهو في مرابعنا
والحكم غيثٌ بماء العدل ينهمرُ
يا مهبط الوحي، يا معنى الخلودِ ويا
أنشودةً رددت ألحانها العُصرُ
يا درةَ الكون يا مهد الأباة ثقي
بالله أن فريقَ الحق منتصرُ