عبد الله بن عبد العزيز الفالح ">
في ذكرى النكبة أو النكسة كما يسميها الكثير, مازال اليهود في عمل دائب بكل ما أوتوا لإنجاز ما يصبون إليه من استمرار في الاحتلال وبناء المستوطنات، فماذا نحن المسلمون فاعلون لردع هؤلاء الأعداء وكبح جماح توسعاتهم وأطماعهم وخططهم لا أعانهم الله؟!
إن ما يحدث في فلسطين الغالية هو تآمر وخطط مدروسة لأن الأهداف والمعتقدات واحدة وتصب في قالب واحد، بحسب ما ترسمه لهم سياساتهم وكتبهم المقدسة المحرفة التي يتفقون عليها لأنها تحمل معتقدا يجمع بينهم في بوتقة واحدة، ولأن العلاقة العقدية والتوسعية بين الكيانين الأمريكي والصهيوني واضحة للعيان وضوح الشمس في رابعة النهار. يتجلى ذلك من خلال الدعم والتأييد والمناصرة بين كليهما.. خاصة إذا كان المستهدف هو الإسلام وأهله. بل إن القوانين والقرارات الأممية والعالمية تُجير لصالحهما دون الاكتراث والاعتبار للأمة المغلوب على أمرها.. لذلك تُنتهك الحقوق والمواثيق والأعراف وتُنقض العهود من بني يهود- لأنهم يتصفون بصفة الغدر والخيانة، فهم شعب الله المختار كما يعتقدون، ويرون أنه ليس لغيرهم الحق في العيش والحياة. ألم تر أنهم كانوا وما زالوا يُخططون ويعقدون مؤتمراتهم منذ سنين طويلة لتدمير العالم والقضاء على غير اليهود؟، ولقد تآمروا على كل من يقف ضدهم أو يحول دون تحقيق ما يسعون إليه, فهم أشد عداوة للذين آمنوا كما بيّن ذلك الله تعالى في كتابه الكريم، وهؤلاء اليهود ومن شابههم يريدون ليُطفئوا نور الله بأفواههم، فقد قال الله تعالى: يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، فإن مواجهة هؤلاء أمر ديني حتمي لا ينكره عاقل أو صاحب غيرة على دينه وأمته وأهله وإخوانه المسلمين الذين يُنكل بهم هذا العدو أشد تنكيلا في كثير من بلاد المسلمين, فمن لجراحات إخواننا في كل مكان؟... ينبغي لكل أفراد الأمة الإسلامية أن يعوا ما يخططه لهم أعداؤهم من دمار وضياع واحتلال، حتى لا يؤخذ المؤمن على حين غرة، والمسلمون كلهم إخوان عقيدة ودين واحد يجب على الجميع حمل هم هذا الدين، ولنعي جميعاً بأن العداوة والمؤامرة تُحاك ويُخطط لها من قبل اليهود لمحاربة الإسلام والمسلمين. يجب على أهل هذا الدين القويم أن يستردوا كرامتهم وعزهم ومجدهم ومقدساتهم من المحتل الذي سلبها بلا أدنى حق وشرعية. إذ ليس لليهود قاطبة أدنى حق في فلسطين العزيزة، كما قرر ذلك التاريخ والشواهد والحقائق الدينية والإسلامية والتاريخية والجغرافية، ولكن ربما اجتماع اليهود في هذه الأرض لحكمة إلهية فكما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق الصدوق بأن المسلم يقتل اليهودي حتى يختبئ اليهوي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي فتعال فاقتله إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود. لقد كان لقيام الدولة العبرية في أرض فلسطين العزيزة وانتهاك اليهود لأبسط القيم والأعراف والمبادئ واعتدائهم على الشعب المسلم في فلسطين وما لقيه هذا الشعب الفلسطيني الأبي من قهر وإذلال وتقتيل وتشريد وحروب طاحنة منذ سنوات عديدة، إنما ذلك مؤامرات متتالية على الإسلام وأهله في فلسطين وغيرها لأن الأرض المقدسة هي للمسلمين جميعاً وأمانة في أعناقهم كلهم على حد سواء.