خالد بن عبدالله الغليقة ">
لا يشك منصف -وفّقه الله- للامتثال لقول الله سبحانه وتعالى: وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ (237) سورة البقرة، ولا يماري موفّق أنصف من نفسه واستجاب لربه في قوله تعالى: وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا (85) سورة الأعراف، إلا أن يقول بأن الملك سلمان ممن وفّقه الله للسير على سيرة أجداده وأسلافه في خدمة مصدري الوحي الكتاب والسنة، فمسابقة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم دليل على تلك المسيرة، وتشريفه واهتمامه بجائزة الأمير نايف للسنة النبوية والدراسات الإسلامية شاهد على ذلك النهج، وليس الحفظ لنصوص الوحيين هو ما يميز سيرة الملك سلمان وأجداده؛ بل ما يميزهم هو العمل بهما وتطبيق أحكامهما، وأهم تلك النصوص نصوص التوحيد، التي تتميز بها الدعوة السلفية والدولة السعودية.
فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لم يأت باهتمام غريب أو حرص جديد؛ بل هو تجديد لحرص قديم وتحديث لنهج بعيد.
والملك سلمان يعرف معرفة كاملة ويقيناً لا يخالطه شك بأن هذا الحرص وهذا الاهتمام بالوحيين وما ينبثق منهما من أحكام ليس من باب المندوب أو المسنون أو الفضائل التي يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها؛ بل هو من الواجبات الحتمية على من تولى مسؤولية هذه الدولة السلفية، والتي تخدم أشرف بقعة على وجه الأرض؛ حيث مهبط الوحي ومنبع الرسالة والأخلاق الفاضلة، وبلاد الحرمين وموئل العرب وعمقهم الإستراتيجي، وهذا الوجوب الحتمي دليله قوله عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته».
هذا حق الوحي على الملك سلمان تجاه الدين والناس، أما حق الوحي على الناس تجاه الدين وتجاه الملك سلمان، ومن قبله من حكام الدولة السعودية، هو أن يشكروهم ويثنوا على اهتماماتهم وعنايتهم بالوحيين، وتطبيق أحكامهما استجابة لقوله تعالى: وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ (237) سورة البقرة، وكذلك أن يشاد بجهود الملك سلمان أيضاً. ومن سبقه من الحكام، فلا تبخس تلك الجهود، استجابة لقوله تعالى: وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا (85) سورة الأعراف، ومن حق الملك سلمان ومن قبله من الحكام على الناس ألا يغمطوا حقهم استجاب لقوله عليه الصلاة والسلام: (الكبر بطر الحق وغمط الناس).
وفّق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لإتمام تلك المسيرة وتلك الجهود؛ ووفّق الله الناس لإتمام مسيرة الشكر والثناء على الأمير سلمان ومن قبله من الحكام.