صلاح بن سعيد الزهراني ">
تميزت المسيرة السعودية منذ عهد المؤسس -رحمه الله- بالتوازن والتمسك بتعاليم الدين الحنيف والمبادئ والقيم السامية والحفاظ على عادات وتقاليد المجتمع السعودي، وهو ما حقق التوازن بين التطور في مجالات الحياة المختلفة والاحتفاظ بالأصالة واحترام التراث باعتباره الجذور الممتدة عبر التاريخ، والتواصل بين الناس حاجة من حاجات الحياة، وعيادة المريض تعد واجبا محمودا بل هي أحد موضوعات السنة المطهرة، فعندما يقوم الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بزيارة الأديب الشيخ عبدالمقصود خوجة للاطمئنان على صحته فهذا واجب إنساني أداه خادم الحرمين الشريفين رعاه الله، يعكس في نفس الوقت مدى التلاحم بين القيادة والشعب، كانت هذه الزيارة لفتة كريمة وليست غريبة من خادم الحرمين الشريفين، وهي تجسيد للقيم الإسلامية وتأصيل لطبيعة مجتمعنا المسلم وتعبير عن المشاركة الوجدانية للملك الإنسان والتقدير العميق للأديب الشيخ، ففلسفة الحكم بالمملكة العربية السعودية تقوم على التفاعل الذي يشعر المواطن بقرب المسؤول منه وتقديره لحاجته، حيث يستشعر المليك المفدى ويتلمس أحوال رعيته، ولقد كان لهذا النهج وهذه المبادئ أكبر الأثر في تأصيل جذور الحب والولاء والوفاء لقادتنا جزاهم الله عنا خير الجزاء. ومن زاوية أخرى لهذه اللفتة الكريمة نجد المليك المفدى بين عامة الشعب دون احتياطات أمنية مشددة، فسلمان على طبيعته لا يحب هذه المظاهر، فهو أحد أبناء هذا الشعب العريق، فإذا كان العدل أساس الملك مع الحكم بشرع الله، فلا مكان للخوف، وهنا تحضرني مقولة (حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر)، فسلمان هو الملك الإنسان ملك الحزم والعزم، والملك العادل المنصف، ملك القلوب، الملك الذي جمع كلمة المسلمين وجيش الجيوش لنجدة الشعب اليمني الشقيق من عدوان جماعة متطرفة اجتاحت بلاد اليمن في غفلة من الزمن في محاولة لتغيير الخارطة السياسية لشبه الجزيرة العربية، فإذا بسلمان يعيد أمجاد العروبة والإسلام ويضرب بكل حزم وعزم أيادي التخريب والشر، ومع ارتفاع هاماتنا فخرا بمليكنا المفدى نجد كل هذه الإنسانية والتواضع الجم فلله درك يا سلمان العروبة والإسلام.
ولا ننسى ولي العهد الأمين الأمير محمد بن نايف -حفظه الله- وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- اللذين يقومان من حين لآخر بتفقد الجنود على خطوط المواجهة وزيارة الجرحى ومواساة عائلات الشهداء.
وفق الله حكامنا الميامين لما يحبه ويرضاه وحفظهم من كل سوء، والله من وراء القصد.