بدر بن عبد الكريم السعيد ">
الحمد لله الذي سخّر من عباده من يقوم بأعمال الخير وما تتطلبه كثيراً من المهام المتنوعة, إنّ لأعمال الخير عظيم الأثر ومن وفق بالقيام بها يأتيه شعور كبير من السعادة الغامرة التي تتفاعل معها الأحاسيس والمشاعر كيف لا وهذي الأعمال ترضي الله ورسوله في ادخال السرور لكل بيت مستحق قال صلى الله عليه وسلم: (من أحب الأعمال الى الله سرور تدخله على قلب مسلم) فأعمال الخير لا تُنسى وسوف يذكرها الناس جيل بعد جيل والأمثلة كثيرة على ذلك منذ فجر التاريخ لما لها من الأجر المضاعف في تفريج كرب المكروب وعون المحتاج والمسكين والأرملة وكفالة اليتيم واغاثة الملهوف وغيرها من الأعمال الإنسانية والإغاثية... فتلك الأعمال الإنسانية والخيرية والإغاثية تحظى دائماً باهتمام بالغ من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - وتبنيه للعديد من المشروعات والبرامج الاجتماعية والعلمية والدعوية والصحية والإغاثية... ويترأس أكثر من خمسين من اللجان والجمعيات الخيرية المحلية وفي العالمين العربي والاسلامي، فقد ترأس: (جمعية البر الخيرية بالرياض، الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان)، جمعية رعاية مرضى الفشل الكلوي بمنطقة الرياض، مجلس إدارة مشروع الملك سلمان للإسكان الخيري، جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض وغيرها.....) بالإضافة لرئاسته الفخرية والشرفية للجمعيات والمراكز والمشروعات الخيرية الأخرى، وفي العالمين العربي والإسلامي يترأس: (لجنة التبرع لمنكوبي السويس 1956م، اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للجزائر1956 م -، رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين عام 1967م، رئيس اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي باكستان عام 1973م-، رئيس اللجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن عام 1989م، رئيس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات لفيضان بنجلاديش عام 1991م، الهيئة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م وغيرها....) ومؤخراً رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفل تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمدينة الرياض، الذي يعتبر أحد الآمال التي يطمح لتحقيقها - يحفظه الله - لما يتميّز به في توحيد وتنسيق الأعمال الإنسانية والإغاثة التي تقدمها المملكة العربية السعودية محلياً - ودولياً في مد يد العون والمساعدة في مواجهة الكوارث من زلازل وحروبمحن وإغاثة المتضررين ورفع المعاناة عنهم بالتعاون مع المنظمات الإغاثية الدولية، فرغم المهام الجسام والمسؤوليات الكبيرة المتواصلة إلاّ أنها لم تمنعه من فعل الخير بل تواصل وهِمّة في دروب منابع الخير ووسائلها المتنوعة وما تشتمل من بذل للجهود في تقديمها لإسعاد الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل وأسر السجناء والمعسرين وغيرها.
إن النفس اذا تربّت على فعل الخير تشعر بالرضا والسعادة، فالمسلم عندما يأتيه الفرج من بعد كربة من كُرب الدنيا قد عاشها « فقر أو ظلم أو غير ذلك... فانه تأتيه نشوة من الفرح لا يمكن أن يعبر عنها إلاّ بالبكاء والشكر لله والدعاء الجزيل لمن أعانه وفرّج كُربته، قال صلى الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) رواه مسلم , فالأعمال الإنسانية تنبع من القلب رغبةٍ في العطاء والتضحية لمجتمع أكثر ثقة واطمئنان وسعادة ولا تنتظر مقابلاً لها , إنّها مصدر اعتزاز وتوهّج كبير من صاحب القلب الرحيم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله وأطال في عمره - قال تعالى: وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ (17 سورة الرعد).