يجتمع مجموعة من المُمثلين الشباب في المسلسل الكوميدي» شباب البومب»، هؤلاء الشباب لديهم طاقات جيدة حيث شاهدنا منهم (حزمة) من المشَاهد التمثيلية المتقنة إلى حدٍ كبير ببعض الأفكار، لكن المشكلة تكمُن في النص المكتوب وصياغة السيناريو والحوار من قبل الكاتب عبد العزيز الفريحي، فلم نلاحظ أفكاراً تُلامس هموم الشباب يتم تقديمها بطريقة مقنعة لذلك (غَاب) التفاعل من قبل الجمهور مع العمل، بالرغم من أن الفريحي يستند على خبرة لا بأس بها في المجال الدرامي والتمثيلي، إلا أنه لم يفلح في تقديم أفكار هادفة وجاذبة من شأنها أن تستقطب المُشاهدين.
المُخرج ماجد الربيعان الذي لم يُحسن استغلال هذه الطاقات (الشبابية) ولم يُوظفها بالشكل المطلوب لذا (طغت) الاجتهادات الشخصية غير المدروسة وغير الاحترافية من قبل هؤلاء الشباب، وعلى رأسهم المُمثل فيصل العيسى الذي يُعدُّ أحد الشخصيات الرئيسة في العمل. هذه الاجتهادات التي حاول العيسى ومن معه أن يجعلها في قالبٍ كوميدي كي تخدم النص نجح في بعضها، لكن خبرته لم تُسعفه في بعضها الآخر.
عنصر (الخبرة) هو أحد العناصر المهمة إذا ما أراد الفنان أن (يُغرد) خارج النص قليلاً. لذا كان لزاماً على مُخرج العمل أن يُصلح هذا الخلل النسبي - إن جاز التعبير - لكنه لم يقم بفعل ذلك إلا في حُدود ضيقه جداً.
كما كان من المفترض أن تكون مُشاركة فنان بحجم خالد سامي في هذا العمل بمثابة (الموازنة) بين جيلين فنيين التي كانت كفيلة أن تُرجح كفة العمل وتُخفي بعضا من عيوبه الفنية، ولكن خالد لم يجتهد كثيراً كي يحاول أن يصنع فارقاً إيجابياً (يُسجل) له مع (شباب البومب) وهُنا لا نقلل من مُشاركة خالد بقدر ما كُنا نتوقع منه أكثر من مُجرد المُشاركة فقط في أدائه التمثيلي. والكلام عن مُشاركة خالد سامي هُنا ينسحب على الفنانين (المُخضرمين) المُشاركين في هذا العمل.
باختصار (شباب البومب) ضم مجموعة من المواهب الشابة التي لا زالت (تتلمس) دربها الفني وتحتاج إلى من يُرشدهم إلى الطريق الصحيح، ليقدموا عملاً يوازي طموحاتنا وتطلعاتنا.