محمد بن عبدالله آل شملان ">
رائعة هي البادرة التي أطلقتها مؤخراً أمانة منطقة القصيم بتسمية أسماء شهداء الواجب على 14 شارعاً من شوارع مدينة بريدة، والتي أذاعها عدد يوم الجمعة 18 شعبان 1436هـ برقم (15590)، ومفادها «أطلقت أمانة منطقة القصيم أسماء شهداء الواجب على 14 شارعاً من شوارع مدينة بريدة، في بادرة وفاء وطنية لتخليد أسماء شهداء الوطن. وأوضح أمين منطقة القصيم المهندس صالح بن أحمد الأحمد أن الأمانة تستشعر الدور البطولي الذي قدمه شهداء الواجب لأمن وسلامة الوطن الغالي ومواطنيه، مؤكداً أن الأمانة منحت تسمية الشوارع بأسماء الشهداء أولوية قصوى إنفاذاً للأمر السامي الكريم بهذا الخصوص. وبيَّن الأحمد أن الأمانة أنهت أعمال اعتماد تسمية 14 شارعاً بأسماء 14 شهيداً من شهداء الوطن، مشيراً إلى أن أعمال التسمية مستمرة لتسمية عدد 7 شوارع في محافظات عنيزة والمذنب والبكيرية. من جهته، أوضح المركز الإعلامي لأمانة المنطقة أن تحديد مواقع الشوارع رُوعي فيه أن تكون بالقرب من مقر سكن ذوي الشهيد، ويجري حالياً أعمال تركيب اللوحات الإرشادية لتلك الشوارع المعتمدة».
وللإنصاف ليس إلا أقول: هي مبادرة تقفو بإيقاعات الوفاء الذي يتجذر كلما أوغل الرحيل في امتداده عبر الزمان والمكان، ولاسيما عندما يكون هذا الرحيل المر والفَقد الفاجع للأبطال المغاوير والشجعان الذين سطروا أروع الملاحم البطولية في النزال ضد جحافل الأعداء وفلول المأجورين؟!
إن الاحتفاء بالتسمية يتصل بحب الوطن والانتماء إليه والذود عن كرامته وعزته، ولا يكتبها إلا الأوفياء الذي يسترخصون أرواحهم ودماءهم فداء لأوطانهم وشعوبهم.
حقيقة.. هذه البادرة أتطلع في مناحيها لبادرة أخرى لبلدية محافظتي (وادي الدواسر)؛ لتحضر شخوص أفعالها مثلما حضر الفعل نفسه في منطقة القصيم؛ فتسمي شهداء الواجب «شارع إبراهيم بن مبارك الدوسري، شارع بادي الحقباني، شارع فهد بن هزاع المخاريم» على شوارعها من أجل بقائهم في ذاكرة الأجيال حاضراً ومستقبلاً، وهي الأمنية التي أشار بها زميلي الأخ مبارك بن عوض الدوسري في حسابه التويتري.
ثم إن على الجهة المسؤولة في هذا الوطن أن تربط قرار تسمية الشوارع بأسماء شهداء الواجب من مختلف الرتب العسكرية الذين استشهدوا أثناء أدائهم الواجب على نحوٍ واضحٍ وملزم؛ باعتباره هدفاً وطنياً ملحاً، يتضافر الجميع لإنجاحه.
مع نفحات قرآن الفجر المشهود وشهر رمضان المبارك أبعث بالدعوات الصالحات بأن يغفر الله لشهداء الواجب، ويرحمهم، ويسكنهم فسيح جناته، وأن يبارك في ذرياتهم، وأن يحفظ هذا الوطن من أدران العصر. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى والبركات.