محمود أحمد مُنشي ">
إننا نستقبل ضيفاً عزيزاً كريماً نترقبُهُ وننتظرهُ، هذا الضيف لا يغدو إلينا إلاّ مرة في العام يزورنا غبّا فنكون له أشد حباً ضيف تخفق بحبه القلوب وتشرئب إليه الأعناق وتتطلع الأعين لرؤية هلاله وتتعبد النفوس المؤمنة ربها بذلك.
هذا الشهر أنزل الله القرآن فيه ولو لم يكن فيه إلاّ هذا الفضل لكفى, فكيف وفيه ما فيه والله أعلم به من مغفرة الذنوب ورفع درجات المؤمنين ومضاعفة الحسنات وإقالة العثرات يُعتق الله سبحانه وتعالى في كل ليلة من لياليه عُتقاء من النار هو شهر تُفتح فيـــه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتُصفّـــد فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة من حُرمها حُرم خيراً كثيراً ليلة يُفرق كل أمر حكيم، إنها ليلة القدـــر التي هي خير من ألف شهر. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُعجّل الفطور ويؤخر السحور ويأمر أمته بذلك قائلاً لا تزال بخير ما عجلوا الفطور.
للصيام معانٍ كبيرة تهدف إلى تذكير الناس بضرورة الإحساس بحاجات وأحوال الآخرين وخصوصاً الأهل وذي القُربى وضرورة البذل والعطاء، كما أنه يعود النفس على كبح جماحها والتسلح بالصبر وضبط الرغبات الملحة والتسامح مع الآخرين وصلة الرحم والإحسان إليهم.