كتب - فهد الشويعر:
يمثّل الفنان ناصر القصبي حالة ثقافية فنية مليئة بالهموم والبحث عن ثغرات في المجتمع ليناقشها بأسلوب درامي قد لا يجيده أحد سواه، ليس من اليوم فحسب ولكن منذ سنوات طويلة، ناصر القصبي يمثل الحالة الفنية المثقفة الممزوجة بهموم مجتمعه.
وبالعودة إلى سلسلة (طاش ما طاش) التي تجاوزها (ناصر) وحده، فإنَّ غالبية الحلقات التي دار حولها سجال ثقافي وشد وجذب كانت من أفكاره تارة وأخرى من تشجيعه، وهو ما يعرفه كل الذين عملوا في هذه السلسلة الأشهر على خريطة الدراما السعودية.
إذن فناصر القصبي لا يقف أمام الشاشة لمجرد الوقوف، أو لمجرد ملء فراغ هنا أو هناك، بل هو يرمي مرة بـ(إسقاط)، ومرة أخرى بالتصريح، ويعشق في كل الحالات المشي في الأماكن المثيرة للجدل.
ناصر القصبي بدأ مسلسله الحالي (سيلفي) برمي حجارة في المياه الراكدة واستطاع أن يثير الشارع السعودي من جديد حتى كان اليوم الأول والثاني والثالث من رمضان الجاري فرصة للنقاش حوله، في وقت شارك في الحديث عنه خلال اليومين الماضيين كبار المثقفين من كل الجهات والجماهير غالبيتهم يؤيدون طرحه، وبعضهم خالفه.
على حسابه الرسمي في تويتر قال ناصر القصبي بعد ظهر الجمعة حسابي الآن يطفح بالشتامين والمهدّدين واللاعنين بكل فنون اللعن والتهديد والشتم، فأقول لهم قليلاً من الهدوء، ورمضان كريم وترى (حنا بأول يوم) انتهى.
ومباشرة وبعد الحلقة الأولى من مسلسل (سيلفي) على قناة MBC التي كان عنوانها (دنفسة) ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن الحلقة، واتهامات بالجملة لناصر القصبي من الخيانة وصولاً إلى التكفير، بل وصل الأمر إلى أمنيات بتصفيته جسدياً.
هي ليست المرة الأولى التي تصل التهديدات لناصر القصبي، ولن تكون الأخيرة باتهامه طالما هو يسير على خطى ثابتة ويرى تشريح بعض الحالات وعرضها عن طريق الدراما.
ولأنه أثَّر في (المشاهد) فإنَّ ما حدث خلال اليومين الماضيين ضده، هو حالة من (ردود الفعل)، لكن أحداً من هؤلاء جميعاً لم ينف صدق الحالات التي تم التطرق لها.
وفي الخبر، فقد تلقى الفنان السعودي ناصر القصبي تهديداً من تنظيم داعش الإرهابي بقتله وقطع رقبته بسبب انتقاده للتنظيم في مسلسل «سيلفي»، ووجه أحد الحسابات على تويتر ويدعى «جليبيب الجزراوي» رسالة للفنان ناصر القصبي قال فيها: «أقسم بالله لتندم يا زنديق ولن يرتاح بال للمجاهدين في الجزيرة حتى يفصلوا رأسك عن جسدك والأيَّام بيننا»، كما غرد نفس الحساب الذي هدد ناصر القصبي عبر هاشتاج أطلقه بعنوان مطلوب رأس ناصر القصبي للمجاهدين، حيث كتب تحته «تكفون يا مجاهدي الجزيرة نريد رأس هذا الخبيث، جزوا الرؤوس لنصرة الدين».
وشهد حساب ناصر القصبي على تويتر سيلاً من التهديد والشتائم من جانب منتمين لتنظيم داعش بسبب انتقاده للتنظيم في الحلقة الثانية من المسلسل، ودارت أحداث الحلقة حول ذهاب ابن القصبي للجهاد في مناطق النزاع، ليلحق به محاولاً أن يعيده قبل أن يتورط مع مجموعة من تنظيم «داعش»، ليكتشف القصبي وجود عدد من السعوديين هناك، حيث علق على ذلك بقوله: «كأني في شارع التحلية».