ساره بنت سعود بن صعب سيدة أشيقرية عمرت إلى أطراف المائة عام قضتها في محبة خالقها ثم محبة الناس والوصل وكان منزلها حتى وفاتها حضنا حتى لأحفادها وكان بابها مفتوحا للجميع وكانت لها علاقات اجتماعية وصداقات متميزة حافظت عليها حتى آخر أيامها فقد زارت بعض صديقاتها وهي على الكرسي المتحرك رغبة في التواصل الاجتماعي ولم يمنعها كبرها وعجزها.
عرفت (سعودة) منذ طفولتها بالعمل الجاد في كل مناحي الحياة قديما حتى أنها جلبت الماء واحتطبت وقطعت العشب والبرسيم ورعت الماشية وعملت في الحقل تساعد زوجها وربت الطيور حتى آخر أيامها .
هامت (سعودة) في حب أشيقر وأزقتها وقريتها التراثية التي نشأت فيها وترعرعت بين جنباتها وغنتها عشقا وهي تحفظ الكثير من أشعار والدها الشاعر المعروف سعود بن صعب رحمه الله.
انتقلت (سعودة) إلى (الرفيعة) ليتواصل العشق في زمن الجفاء ويبادلها الأشيقريون الحب بالحب والوفاء بالوفاء وكانت تحزن لفراق أشيقر وفراق صديقاتها. كما أحبت الأطفال ودافعت عنهم كثيرا وما زالوا يرددون بعض عبارتها القديمة بحركاتها ويتلذذون بها عشقا منهم لجدتهم حيث وجدوا مساحة لهم في قلبها وبيتها الذي أصبح المحطة الأميز في ( التحلوي) عندما يتسابق الجميع إليه ويجدونها في استقبالهم لتبادلهم التحية وتقدم لهم حلوى العيد بابتسامتها التي لا تفارق شفتيها.
نعم أنها (سعودة) جدة الجميع.
رحمك الله (ياسعودة)
فقد تركتي فراغا ليس في قلوبنا فقط بل في سجل ذكريات أشيقر وتاريخها وبيوتها. وستبقى سجادتك تحن لصلواتك وأكف الضراعة ودعواتك للجميع. وإنا لفراقك ياجده لمحزونون...
حفيدتك/ نورة بنت عبد الله الحقيل - رئيسة اللجنة النسائية بتنمية أشيقر