رمضان جريدي العنزي ">
يا سيدي - محمد بن نايف - يا أعز الرجال، يا هامة المجد، يا سنا البلاد، ويا ارتواء كل جدب، يا سيفا بوجه الأرهاب والطغيان، تدور علينا عيون الذئاب فتفقأ عيون الذئاب، وتطرد عنا كل عدو غادر وكل رعاع، وتحول بيننا وبين الضباع، وبين المؤدلجين بالتشنج والزعيق والنعيق، المتاجرين بالعواطف الزائفة الجوفاء، الناهبين للياقوتة الحمراء، الممتلئة عقولهم بالرياء، المتاجرين بالسيوف والبنادق والطبول والحراب والدماء، الذابحين للأطفال والنساء، والذئاب المسعورة الهائجة، والمشقلبين للحقائق، وتحريف الوقائع، والمحولين الأشياء الناعمة لمواد حارقة من مواد إذكاء الفتنة وإثارة النعرات العصبية، وجعلها أداة من أدوات الشحن والتحريض، الناشرين للتقارير الملفقة، والمروجين للمعلومة الزائفة، والذائعين للأخبار الكاذبة، المتحولين لمعاول هدم، وبلدوزرات هادمة، الساعين لتجزئتنا وتقسيمنا إلى أقاليم صغيرة ودويلات ضعيفة، المنضمين إلى المشروع الاستعماري الهادف إلى تقطيع أوصال بلادنا ونهب ثرواتها وتشتيت شعبها، المسخرين بالكامل لتشتيت فكر المواطن وغسل دماغه وتضليله وتحريضه على الفوضى والتمرد والانفلات، يا سيدي محمد تعيش في ضمير كل سعودي في كل أرجاء بلادنا المعمورة، بل تنام في عقولهم وتستوطن أرواحهم، ويتنفسونك في رئاتهم، ويتذكرونك أمناً وأماناً وطمأنينة، لأنك جسدت إرادة الخير والعدل والأمن والمساواة، بعيدا عن انتمائهم وأحسابهم وأنسابهم، وكانت رسالتك في كل مكان وزمان قائمة على أبعاد سلمية تتخذ من وسائل اللاعنف طريقا لنشر الهداية والرحمة والأمن والسلام، ومبنية على الاستقامة وإصلاح ذات البين، وتحقيق الحرية والتقدم والعدالة، بما ينسجم مع رسالة المحبة والسلام والسؤودد والإستقرار، فكانت دعوتك الدائمة إفشاء الأمن والأمان والسلام، أن سلوك الرحمة والعدل الممزوجة بالحزم والعزم وقوة الإرادة الذي تتمسك به هو مصداق وامتداد واقعي لرسالتك الوطنية والأمنية والإنسانية، فأنت تنبذ العنف والإرهاب، فلا عنف عندك ولا إرهاب، ولا تسمح بأي عمل من أعمال العنف والترهيب والترويع الذي يوجب إيذاء الناس ومصادرة تمتعهم بالحياة القويمة، وإزهاق أرواحهم، وتعذيبهم والغدر بهم وبحياتهم، أو يؤدي إلى تشويه سمعة الإسلام والمسلمين، وأنت ضد كل من يذبح الناس بالجملة، ويقتلهم مجاناً كما الذباب بالجملة، ويسترخص دماءهم بالجملة، من دون أي أسباب ودوافع ومبررات، يدمون ويمزقون ويشردون، ولا يجعلون الآخرين ينعمون بالحياة وبالسلام، ويطاردونهم بالخوف والرعب في كل مكان، ويجعلون الموت ينتظرهم في كل مكان، على أبواب المدارس والأسواق والمساجد والجسور والمستشفيات، من دون أن يخجلوا من أنفسهم، وهم يثقفون الأطفال والمراهقين واليافعين على قتل الناس الأبرياء وسفك الدماء، ويتفننون في صناعة الموت والهلاك والدمار، فيحتار الناس من أيها يحتمون، يا سيدي - محمد - نحن نعلم رسالة السلام والحب والخير والأمان التي تنشرها لنا، بعيداً عن التفرقة والتمييز والعنصرة، ونحن نعلم أيضاً حرصك على إصلاح الفاسد والمنحرف والمغرر به، وتقديم جميع الحلول الممكنة بعيدا عن العنف والغضب وقريباً جداً من الحلم والحكمة وبعد النظر، فيا أيها المغيبون ذهنياً والمؤجرون عقولهم للآخرين، افتحوا أمام عقولكم مسارب الانطلاق إلى عوالم الإنتاج والبناء، واكسحوا من حياتكم تراكمات الزيف المقيت، وحرّروا أرواحكم من ثقل التيه في الكهوف المعتمة، عند ذلك تنفتح أمامكم آفاق الدنيا، وتتجلى الرؤية، وتسمو النظرة، ويفيض العطاء، ويا سيدي - محمد - أعظم بإنسان، جدّه عبدالعزيز، وأبوه نايف، وعمه سلمان، نسب مشرق وضّاء، بيت زكي طهور، أشهد أنك يا سيدي نورا في الليالي الحالكة، ومنارة للتائهين في البحار المعدمة، عادلاً قويماً حليماً حازما، لم تنجسك الجاهلية بانجاسها، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها، فأنت الذي حارب الخفافيش في الظلام، وأخذتهم بالسيف الحسام، هزمتهم ولم يهزموك، وطفت بنا وما زلت تطوف نحو الأمان في زمن عز في الأمان في دولاً كثيرة وأماكن عديدة، سوارنا أنت في المعصم، فضج بصدورنا وأضلاعنا وأرواحنا حيث شئت، واقبع بها، استرح واستوطن.