منصور بن عبدالله الغفيلي ">
لم تنتصف السنة الأولى بعد من حكم الملك سلمان ولكنها توازي سنوات مليئة بإنجازات للوطن والمواطنين والمواطنات على المستوى الشرعي والاقتصادي والسياسي والصحي والتعليمي والاجتماعي؛ على كافة الأصعدة، وليس ذلك غريباً لأنها وإن كانت أشهر لكن سبقتها 63 سنة من الخبرة الإدارية والسياسية منذ عام 1373 حين تعيّن مديراً للرياض بالنيابة ثم أميراً لها ثم أخيراً ولياً للعهد قبل أن يكون ملكاً في مطلع شهر ربيع الثاني من هذا العام.
كان الملك سلمان من أول يوم تولى فيه مقاليد الحكم يملك رؤية واضحة تنسجم مع هوية البلد ومنزلته بين دول العالم فسعى لتحقيقها وسخّر في سبيل ذلك كل الإمكانات المتاحة فأصدر عشرات الأوامر الملكية كان من أهمها ترسيخ الحكم بتعيين ولي العهد وولي ولي العهد وتعيينات وزارية وتغييرات إدارية وحزمات اقتصادية مهمة، أما السياسية فتركزت على تمتين العلاقة مع دول العالم باستقبال عشرات الرؤساء والسياسين في الأسابيع الأولى ثم كانت المفاجأة، حيث تحولت تلك العلاقات السياسية من مجرد صلات دبلوماسية للمشاركة الفعلية والتحالف الذي لم يتكرر مثله من ربع قرن، في عاصفة الحزم التي أذهل فيه الملك سلمان العالم في سرعة جمع أكثر من عشر دول وتأييد أكثر العالم مع قوتها ودقتها في حزمها وعزمها، هذا كله وليس له في الحكم إلا أسابيع، بل أيام، وهو قرار إستراتيجي لا يمكن أن يتحذه حاكم بهذه السرعة لولا خبرته السياسية وحنكته القيادية، فالأمر لا يحتمل التأخير، وذلك توفيق من العلي القدير.
وصاحب هذا الملف الأمني السياسي إنشاء مجلس للشؤون الأمنية والسياسية برئاسة ولي العهد وزير الداخلية يناقش بشكل دوري القضايا والملفات الأمنية والسياسية مشكل من الوزراء أصحاب الصلة والقرار ليتم إنجاز الأمور بلا تأخير.
واكتمل ذلك بمجلس آخر لشؤون الاقتصاد والتنمية برئاسة ولي ولي العهد فكانت النتيجة أن البلد يمشي بخطى متسارعة نحو التطور والمدنية.
وتلك كانت رؤية سلمانية ثابتة فمكانة المملكة هي في المقدمة ولا يمكنها القبول بذيل القائمة، وهو ما يعني الالتفات بشكل أكبر لتحقيق الاحتياجات الوطنية وبناء الكفاءات المجتمعية فانطلق الوزراء في ميدان رحب يتنافسون في خدمة المواطن ويعزلون عند التقصير في حقه، وأصبح المواطن محور الاهتمام وكان الوطن في الأمام، وما زالت الإنجازات تتوالى والإصلاحات تتالى، وما زلنا ننتظر الكثير من ملك أثير، وحاكم خبير، حفظه الله وأمد في عمره ووفّقه لخدمة دينه والوصول بالبلاد إلى مكانتها اللائقة بها فهي مهبط الوحي ومبعث الرسالة، ومكمن الثروات ومجمع للقدرات.
جمع الله قلوب الشعب عليه وعلى كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم وأعاذنا من كيد الأشرار ومكر الفجار وطوارق الليل والنهار.