الجزيرة - واس:
يعد الجامع العتيق «مسجد الشافعي» في مدينة جدة التاريخية الذي افتتح الثلاثاء الماضي بعد الانتهاء من مشروع ترميمه على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - أحد أهم المساجد التاريخية في جدة التاريخية والمملكة، كما أنه يعد أحد مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية الذي تنفذه مؤسسة التراث الخيرية، بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والهيئة العامة للسياحة والآثار.
ويقع المسجد التاريخي العتيق في حارة مظلوم في جدة التاريخية، ويحكي واقع الإسلام قبل 1400 عام، باستخدامه المواد التقليدية في عملية البناء، وينسب إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أحد أئمة المذاهب الأربعة، ويعد أحد أقدم مساجد محافظة جدة وعرف باسم «الجامع العتيق»، وهي تسمية تطلق على أقدم المساجد.
وتشير المصادر إلى أن إقامته كانت في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، وبحسب مصادر ذات صلة فإن أول عمارة رئيسية للمسجد حدثت في عهد السلطان المظفر شمس الدين يوسف.
وتم الإعلان عن مشروع ترميم المسجد العتيق «مسجد الشافعي» في تصريح صحفي لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أثناء زيارته لجدة التاريخية على هامش فعاليات ملتقى التراث العمراني الأول الذي أقيم مطلع عام 1433هـ بجدة، حيث أعلن بأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - تبنى ترميم أول مسجد تاريخي في جدة التاريخية وهو الجامع العتيق «مسجد الشافعي».
وقد بدأ مشروع ترميم المسجد قبل نحو ثلاثة أعوام، على نفقة الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي أمر بتحمل تكاليف مشروع الترميم من خلال مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأعمال الإنسانية، وقامت مؤسسة التراث الخيرية بأعمال الترميم ضمن مشاريع البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية الذي تنفذه المؤسسة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والهيئة العامة للسياحة والآثار.
وحظي مشروع ترميم المسجد العتيق «مسجد الشافعي» باهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في إطار اهتمامه - أيده الله - بالمواقع التاريخية بشكل عام والمساجد التاريخية بشكل خاص. وقام - حفظه الله - بزيارة لمسجد الشافعي أثناء زيارته لجدة التاريخية في شهر رمضان من العام الماضي 1435هـ حيث وقف على مشروع الترميم واستمع إلى شرح من سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن المسجد وأعمال الترميم الجارية فيه.
وجاءت الزيارة ضمن زياراته المتكررة - أيده الله - للمساجد التاريخية ومتابعته لمشاريع الترميم التي يتم تنفيذها ضمن البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، مؤسس ورئيس مؤسسة التراث الخيرية قد أعلن في كلمته في حفل افتتاح حي البجيري بالدرعية التاريخية يوم الخميس 20 جمادى الآخرة 1436هـ عن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - على رعاية برنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية الذي يشمل ترميم 34 مسجداً تاريخياً تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض ومؤسسة التراث الخيرية.
كما أعلن سموه في حفل افتتاح مسجد الشافعي يوم الثلاثاء الماضي عن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز - رحمه الله -. وقد تم البدء في برنامج العناية بمساجد جدة التاريخية الذي يستهدف ترميم وتأهيل 36 مسجداً منها 28 مسجداً في جدة التاريخية وثمانية مساجد في المنطقة المحيطة بها. وقد أعلن سمو الأمير سلطان بن سلمان في حفل افتتاح مسجد الشافعي عن إنشاء صندوق لترميم المساجد التاريخية في محافظة جدة وتكفله بترميم مسجد الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - صدقة عن والدته الأميرة سلطانة السديري - رحمها الله -.
ويمثل البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة أحد أبرز البرامج القائمة والفاعلة في حماية التراث العمراني؛ من خلال ما يشهده من مشاريع يجري تنفيذها حالياً في مختلف مناطق المملكة بهدف الحفاظ على المساجد التاريخية.
وقد تبنى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، مؤسس ورئيس مؤسسة التراث الخيرية البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة في إطار اهتمام سموه بكل ما له صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي، وأخذت المؤسسة على عاتقها منذ بداية إطلاقها للبرنامج عام 1418هـ أهمية توثيق وترميم عدد من المساجد العتيقة في جميع مناطق المملكة وقراها.
وتعود فكرة إطلاق البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة إلى رؤية قدمها سمو الأمير سلطان بن سلمان، بالتعاون مع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -، إذ تفضل سموه، بالموافقة على رعاية برنامج العناية بالمساجد وإعادة بنائها وترميمها وتوثيق تاريخها، وذلك في 16 صفر سنة 1418هـ، وقدم دعماً للمرحلة الأولى من البرنامج بمبلغ مليوني ريال، تم تخصيصها لمسح المساجد المرصودة، وصدر توجيه سموه، بعد نجاح البرنامج في ترميم عدد من المساجد؛ بإهداء ما تم إنجازه إلى الوزارة، وتسمية البرنامج بـ «البرنامج الوطني للعناية بالمساجد العتيقة».
وقد تم الانتهاء من ترميم مسجد الشافعي، وسيتم
البدء بترميم مسجد المعمار قريباً، كما سيتم ترميم مسجد الحنفي في جدة التاريخية بدعم كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -. أما في منطقة الرياض فقد تم ترميم عدد من المساجد وهي: مسجد الحسيني بدعم من أهالي المنطقة، ومسجد العوشزة بمحافظة الغاط بدعم من سمو الأميرة سلطانة بنت أحمد السديري - رحمها الله -، والظويهرة بالدرعية على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، ومسجد السريحة بالدرعية ومسجد المريح بالرياض، ومسجد الدواسر.
كما تم ترميم جامع الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود في طبب بمنطقة عسير، وقامت بترميمه مؤسسة التراث الخيرية على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - عندما كان ولياً للعهد، ويقع مسجد الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد في قرية طبب بالقرب من مدينة أبها في منطقة عسير، وكان الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد - رحمه الله - قد أمر ببنائه سنة 1221 هـ ، ولأهميته التاريخية تفضل خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله - برعاية ترميمه وتجديده على نفقته الخاصة. وقد قامت التراث بأعمال الترميم وإعادة تأهيله وإرجاعه إلى حالته الأولى، وذلك باستكمال باقي مرافق المسجد، وبناء مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم.
وفي إطار جهودها في هذا البرنامج نظمت مؤسسة التراث الخيرية عدداً من الجولات لمختلف مناطق المملكة؛ بغرض مسح المساجد التي تحتاج إلى ترميم ودقة دراسة أوضاعها ليتم ترميمها بما يحافظ على عناصرها التراثية، ويمنحها عنصر الاستمرارية؛ لمواصلة دورها الحضاري والثقافي.
وقد بلغ عدد هذه المساجد التي تم مسحها، 87 مسجداً بمختلف مناطق المملكة، منها أربعة مساجد في منطقة مكة المكرمة، وثمانية مساجد بمنطقة المدينة المنورة، و 14 مسجداً بمنطقة الرياض، وخمسة مساجد في منطقة القصيم، و 36 مسجداً في منطقة عسير، وستة مساجد بمنطقة تبوك، وستة مساجد بمنطقة جازان، وأربعة مساجد بمنطقة نجران، وأربعة مساجد بمنطقة الباحة.