عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري ">
ما يمر به اليمن من تطورات ميدانية وسياسية وشعبية تنفض الغبار عن أشياء كنا سابقًا نجهلها أو عليها شيء من الضبابية وأهم هذه الأشياء الأدوار المزدوجة والخبيثة للرئيس المخلوع (علي صالح) الذي وضح بشكل لا يقبل التعديل أنه الركن الأساسي في نكبة اليمن واليمنيين وأنه من نهب ثروات اليمن مع حاشيته وزمرته التي أخفت فعائله الخبيثة وانساقت وراء ولاءاته بينما الشعب اليمني يقتات على الفتات منذ سنوات عندما جثم المخلوع على صدر هذا الشعب طوال (33 عاما) كانت سيرته حافلة بالعنف والتدمير الممنهج لليمن ولوحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي والوطني، بدأ دكتاتور اليمن حياته المغمورة بالبؤس والشقاء ضابط صف في سرايا الدبابات ثم صعد في السّلم العسكري حتى وصل إلى قيادة لواء تعز ومن ذلك الموقع صعد إلى كرسي الرئاسة بدعم بعض شيوخ القبايل وبعض القادة ومنهم اللواء علي محسن الأحمر وعندما دفعت به الصدفة إلى سدة الحكم عمل على تصفية خصومه الواحد تلو الآخر وأعدم العديد منهم وجرى تصفية آخرين بطرق منوعة ورغم أنه قاد البلاد إلى الوحدة مع اليمن الجنوبي عام 1990م إلا أنه منذ اليوم الأول للوحدة، بدأ يفكر جيدًا كيف يتخلص من شركاء الوحدة في الحزب الاشتراكي، وبدأت عملية تصفية ممنهجة لقيادات الحزب الاشتراكي وذلك عندما وظف جماعات العنف والقاعدة للقيام بالمهمة وأتى بالقاعدة أساسا من قبيلة (الحميقان) وهي تقطن البيضاء وهي قبيلة ملتزمة دينيًا مثل قبائل (شبوه) وأصبحت العملية ابتزازا لجيرانه ولأمريكا عن طريق تبنيه القاعدة وذيولها التي أسسها وأصبحت الدولارات تنهال عليه من كل حدب وصوب لدفع شرور القاعدة، وهنا تضخم رصيده وابنه أحمد حتى صار يغدق على أهل صنعاء من حزبه فقط ومساعديه ولو تراهم لعجبت من بذخهم في الشتاء عندما يحتلون منتجعات الحديدة هروبًا من برد صنعاء وتلك السيارات الفارهة والسكن في أماكن لا يسكنها إلا أصحاب الملايين، إلى غير ذلك من امتصاص قوت الشعب ومن تحكم بالسلع الأساسية من خلال تجار معينين خربوا اليمن بعد رحيله بإيعاز منه، كما أوعز لأتباعه بقطع الكهرباء بعد خروجه من الرئاسة مباشرة ليزيد المعاناة، ولنذهب إلى عدن لنرى ماذا فعل هناك من احتلال للأراضي التي تركها الحزب لم تبنَ كرصيد للأجيال القادمة فاحتلوها هو وزمرته واحتلوا منزل (البيض) وكل مباني السفارات في (خور مكسر) الحي الارستقراطي وتم إبلاغ جميع القنصليات بأنها مؤجة للدولة التي تسكنها بعد حرب الانفصال 1994م بعد تمليكها لشخصيات مقربة من الرئيس المخلوع ومن ضمن من تم تأجيره مبنى القنصلية السعودية التي فرض عليها 4500 دولار لصالح المالك الجديد علي محسن الأحمر. كما تم تمليك سفارة الصين لأبناء أخيه وقس على ذلك في تقسيم التركة بين أتباعه ولا ننسى اللواء الراعي رئيس البرلمان في مجلس الشعب بعد عبدالله الأحمر حيث تم تمليكه مباني فخمة ومنتجعات على شاطئ (الفيل) كما أعطي أحد مباني السفارات ليصبح أتباع صالح من بين أغنياء العالم وباقي الشعب يعيش فقرًا مدقعًا، كما أعطى أتباعه من الموظفين الضوء الأخضر بقبول الرشاوي وأصبح صاحب الحق لا يمتلك حقه إلا برشوة..
إضافة إلى امتصاصه هو وزمرته كافة المعونات التي كانت ترسلها دول الخليج لبناء اليمن وهي مليارات لو أتيحت للشعب اليمني لكان في وضع مادي أفضل كما قام صالح أثناء حكمه بألاعيب وحيل متعددة واستثمر حاجة الأمريكيين والغرب وحتى دول الخليج لمكافحة تنظيم القاعدة الذي تبناه من الأصل وبدأ اللعب على هذا الملف واستخدمه كورقه لإخافة الحلفاء والجيران، طوع تنظيم القاعدة وحوله إلى ورقة للاكتساب والابتزاز في الداخل والخارج.
وشهدت أيام حكمه هروب أو تهريب العشرات من قادة تنظيم القاعدة من السجون الخاصة بالمخابرات أبرزها حادثة الهروب الكبير من سجن المخابرات أو الأمن السياسي بصنعاء.
مكن أقاربه من قيادات الأمن والجيش والمخابرات حتى باتوا يسيطرون على الماء والهواء.
وفي مواجهة التمدد السلفي في صعدة، بدأ في دعم جماعة الشباب المؤمن التي أسسها عدد من الشخصيات كان أبرزهم (حسين بدر الدين الحوثي) في صعدة لمواجهة تمدد السلفيين، ولكن بعد انقلاب حسين الحوثي عليه شن صالح وبقوات رفيق دربه علي محسن الأحمر والقبائل الحرب على صعدة والتي انتهت بمقتل حسين الحوثي في جولتها الأولى.
لكن صالح أراد استثمار التوتر في صعدة لإنهاك وضرب قوات الفرقة الأولى مدرعة والتي كانت أشبه بملكية خاصة للواء علي محسن الأحمر.
شن حرب تلو الحرب وكانت هذه الحروب تعلن وتتوقف بقرار من صالح نفسه.
لم يرد صالح إنهاك قوات الأحمر فقط باعتباره المنافس الكبير لنجله أحمد الذي كان يعد العدة لخلافة أبيه، بل حاول أن يمتد التوتر في صعدة في الوقت الذي كانت فيه قوات الحرس الجمهوري وحسب مصادر عسكرية تمول الحوثيين بالسلاح لإنهاك قوات الفرقة.
وانتهت حروب صعدة بتقوية شوكة الحوثي ونموها أكبر وأكبر وخضوع صعدة لسطوة الحوثي.
ثم انكشف المستور في الأحداث الأخيرة ودعم صالح وزمرته لعصابات الحوثيين وقد كان وراء جميع الخروقات التي حصلت على الحدود السعودية منذ عام 2010 وحتى الآن وبعد أن تخلص من الأحمر بدأ في استخدام الحوثيين لتنفيذ ألاعيبه الشيطانية وقد آن الأوان لإيقاف هذا الماكر الكاذب المخادع الذي نهب ثروات اليمن وسبب له كل هذه الكوارث مع زمرته التي صنعها لمصالحه الشخصية ولهدم اليمن واستنزافه، وعلى اليمنيين أن يدركوا أن العدو الداخلي أولا قبل أي عدو آخر فهو الأولى بالمحاربة والقتل جزاء ما اقترفه بحق اليمن وشعبه من جرائم لا تغتفر أبدا سود بها وجه اليمن السعيد وتسبب في كوارث لن تنتهي بسهولة...