ما أشبه اليوم بالبارحة، فقبل قرابة ثلاثة عقود وتحديداً، العام 1409 يمم النصراويون جدة، لينازلوا الهلال على كأس الملك، ورئيسهم الرمز عبدالرحمن بن سعود عليه رحمة الله، يحمل معه درع الدوري، ليضمه لكأس الملك، وقد أنهوا كافة الترتيبات والتجهيزات للاحتفال بالكأس!! هكذا وبأثر سبقي!! وكأنهم يلعبون أمام أحد فرق الأرياف، ولو كان ذاك فالفريق العاقل يحترم الخصم مهما كان مستواه، بعدها يبدأ النزال على الكأس، وينتدب الهلاليون ثلاثة، من مؤخرة جيشهم، والذين واجبهم الدفاع فقط وليس الهجوم، ليمزقوا شباك النصر، وليحمل الهلاليون الكأس بعدها، ويتركون لخصمهم الاحتفال مع الشباك الممزقة، ويردون عليه، بمكرٍ أعظم وأدهى من مكره، ويذيقوه وبال أمره، ويلقنوه درساً في فداحة التحرش بالكبار وعدم تقديرهم، واليوم يعيد التاريخ نفسه تماماً، فرئيس النصر الحالي يقوم بنفس العمل، ويجهز للاحتفال بكأس الملك، ويحمل معه الدرع أيضاً إلى جدة!! ليضمه إلى الكأس، والرد أيضاً يأتي كما كان قبل ثلاثة عقود، ويرسل الهلاليون منازلاً من المؤخرة، ليلقن النصراويين درساً جديداً في عدم المساس بكبرياء الزعماء، ويقوم بتمزيق شباكهم وتعاليهم، لينتهي اللقاء كما انتهى صاحبه بالأمس، ويفوز الهلال، ويحمل الكأس مرة أخرى، لكن هؤلاء ألا يتعلمون من الدرس!؟ ألا يقرؤون تاريخ خصمهم!؟ والذي صفحة واحدة منه تعادل ما يملكون!! وهل من العقل أن تتحرش الأسماك بالحيتان!؟ وهل من المنطق أن تستهين بفريق، بطولات أحد نجومه أكثر من بطولات ناديك مجتمعة!؟ في ليلة كبرياء الزعيم، لم نشاهد أحداً، يفرك (أنفه) إغاظة للخصم كما يفعل الصغار!! بل شاهدنا الرئيس يسجد حمداً لله على النصر، كما يفعل الكبار، واللاعبون تقلدوا شعار الخصم وذهبوا لمواساة لاعبيه، وفي ليلة رؤية الهلال، رفضت ساعة الملعب أن تقف، قبل أن ترتشف عقاربها عظمة الزعيم، لتقف وهي شامخة، ورفض البساط الأخضر إلا أن يمهد طريق الكأس للكبار، وأبت الكأس أن تقبع في الخزانات الفارغة، وحن سوق الذهب لكبير عملائه بعد قصر غياب، واستكثر التاريخ الهجران العابر لأعظم أبطاله، مبروك نقولها للحميداني الرئيس المؤقت، والذي لم يضع عمله وجهده وتوجه بالكأس، ونقولها لعبدالرحمن بن مساعد، الرئيس السابق والذي كان يتمنى أن تتحقق في عهده، ولكن التوفيق جانبه، ونقولها للمدرب الذي حقق كل أهدافه التي رسمها هذا الموسم، ونقولها للاعبين وللجماير، ولكل هلالي وهلالية، ولكل محب للزعيم، ونقولها أخيراً للشلهوب والذي بدأ لوحده ينافس بعض الأندية، في عدد البطولات التي حققها، ويتفوق على بعضها، الهلال وصل لثلاثة نهائيات هذا الموسم، فهو وصل لنهائي آسيا وسرقت منه البطولة عنوة، ولعب على كأس ولي العهد، وعلى كأس سلمان وحققه، ووصل لدور الثمانية في كأس آسيا الجارية، ومع هذا كله، يصف محبوه موسمه الحالي، بأنه من أسوأ المواسم!! كم أنت عظيم أيها الزعيم.
خاتمة:
العربات الفارغة هي الأكثر ضجيجاً
- صالح الصنات