سارة الجريسي ">
اشتعلت رؤوسنا شيباً من كثرة التفكير، ماذا لو حدث كذا؟ لماذا حدث هذا؟ هل له علاقة بالموضوع؟ ليتني فعلت كذا، هذا التفكير لا يولد أي نتيجة إنما هو مضيعة لوقتك ووجع لرأسك وهو بابٌ لوسوسة الشيطان، آمن بالقضاء والقدر وأعلم أن الذي حصل لك هو مقدر لك من قبلِ ولادتك! فلماذا تَشغل وقتك بالتفكير به؟ الماضي هو الماضي لن يعود مهما فعلت، وكثرة التفكير هذه لن تغير من القضاء من شيء، واعلم أن الذي لم تنله لربما كان شراً لو أتاك، أنت لا تعلم بالخير والحكمة التي تعود وراء هذا الأمر، فقط احتسب الأجر! من منا لا يحزن؟ السعادة لا تدوم ولا الحزن لا يدوم ولا تأتي السعادة لوحدها بل أنت اصنعها، اسعد نفسك بنفسك.
حاول بما أوتيت به من قوة بأن تمنع الحزن من أن يأوي إليك، وأن طرق الحزن باب قلبك لا تأذن له بالدخول لا تأذن إلا للسعادة والفرح بالدخول إلى قلبك واعلم أول طُرق السعادة هي أن تُفكر بإيجابية، وتحسن الظن بالله، فقد قال تعالى في الحديث القُدسي «أنا عند ظن عبدي بي» اترك التفكير بالماضي أشعل بذكرياتك المؤلمة ناراً واجعلها تتطاير مع الرياح وابدأ يومك وأنت مُحسنٌ ظنك بالله متفائلاً به، إنها ليست دعوة لترك التفكير تماماً ولكن دعوة لتغيير طريقة التفكير، فالماضي يجب استخلاص العبر والدروس منه لكن لا التعايش معه، والحاضر يجب أن تُفكر كيف ستستقبله وكيف ستعيش به.
الماء للنبات إن أكثرت منه غرقت وذبُلت النبتة وإن لم تسقها ما يكفيها تبدأ ألوانها بالذهاب تدريجياً، فيجب عليك أن تحسب وتزن الماء الذي تسقيها به بدقه، إنها كالماضي والحاضر يجب عليك الموازنة بالتفكير بهما وعدم المبالغة بالتفكير بأحدهما لكي لا تغرق وتخسر نفسك به.