منشورات منتدى محمد صالح باشراحيل
د. محمد بن مريسي الحارثي
«في العصر الحاضر عصر ثورة المعلومات النظرية، والتجريبية وتقارب الخصوصيات والمشتركات الحضارية، كان الهم العلمي المشترك التفكير في المستقبل أكثر من التفكير في الحاضر، وبالتالي استباق المحفزات التصورية لما سيكون عليه المستقبل، والإعداد لذلك، ولو من طريق الحدس والتصور، وليس اليقين لماهية المستقبل المتصور.
ولما كانت الحداثة ظاهرة حضارية يمارسها كل أحد احتاج إلى ممارستها لقيام حاجته إليها، فقد فتح العرب المعاصرون عيونهم على حداثة الغرب في العصر الحديث، وقد شابت عند الغرب، وأنجبت ما بعد الحداثة، وشابت هذه وانتقلت حركتها إلى العولمة وإلى توقعات ما بعد العولمة، والذي أوهمهم بتأثير الحداثة الغربية في سيرورة الحياة العربية القائمة أن فعل الحداثة المادي ما زال يؤدي دوراً فاعلاً في حياة الغرب وبخاصة في الجانب العلمي التجريبي، والتقدّم التكنولوجي، وأخذ العرب يؤسسون تاريخ الحداثة العربية بانبثاقها في المعرفة العربية، ذلك الانبثاق المتأخر كثيراً عن مراكز ثورتها التنويرية عند الغرب.