قرأت مقال الأستاذ مساعد بن سعيد آل بخات بعنوان (دور المعلم كقدوة في تحقيق الضبط الاجتماعي لدى الطلاب ) في عدد يوم الاثنين 29 رجب 1436هـ وأعلق عليه بأن كلمة أخلاقيات تعني: «وثيقة تحدد المعايير الأخلاقية والسلوكية المهنية المطلوب أن يتبعها أفراد جمعية مهنية. وتعرف بأنها بيان المعايير المثالية لمهنة من المهن تتبناه جماعة مهنية أو مؤسسة لتوجيه أعضائها لتحمل مسؤولياتهم المهنية.» ولكل مهنة أخلاقيات وآداب عامة حددتها القوانين واللوائح الخاصة بها، ويقصد بآداب وأخلاقيات المهنة مجموعة من القواعد والأصول المتعارف عليها عند أصحاب المهنة الواحدة، بحيث تكون مراعاتها محافظة على المهنة وشرفها.
الميثاق الأخلاقي لأي مهنة يضم القواعد المرشدة لممارسة مهنة ما للارتقاء بمثالياتها وتدعيم رسالتها، ورغم أهميته في تحديد الممارسات والأولويات داخل مهنة معينة إلا أننا لا يمكن أن نفرضه بالإكراه ولكن بالالتزام وأن الطريقة الوحيدة للحكم على مهنة معينة هو سلوك أعضاء تلك المهنة إزاءها، والحفاظ على قيم الثقة والاحترام والكفاءة والكرامة.
وبطبيعة مهنتي التعليمية أود أن أعرض عليكم ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم.
أصدرت وزارة التربية والتعليم ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم عام 1427هـ / 2006م وتم اعتماده وفق التوجيه السامي الكريم من خادم الحرمين الشريفين، وقد اشتمل الميثاق على مقدمة وثماني مواد؛ عرضت المادة الأولى المصطلحات التي شملت: أخلاقيات مهنة التعليم، والمعلم، والطالب، أما المادة الثانية فقد تضمنت أهداف الميثاق، ورسالة التعليم في المادة الثالثة، والمعلم وأداءه المهني في المادة الرابعة، والمعلم وطلابه في المادة الخامسة، والمعلم والمجتمع في المادة السادسة، بينما تناولت المادة السابعة المعلم والمجتمع المدرسي، واختتم بالمادة الثامنة التي تناولت المعلم والأسرة..
و أصدر المؤلف الدكتور عبد العزيز بن عثمان فالح الفالح الطبعة الثانية من كتاب (ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم في المملكة العربية السعودية - الأهمية والتطبيق) 2008الذي ناقش من خلاله عدداً من الموضوعات العلمية التربوية الهادفة، التي من شأنها تحسين مستوى أداء المعلمين، والرفع من كفاءتهم العملية، وتمكين متخذ القرار من الاستفادة من نتائجه في تطوير العمل التربوي، وتقديم مشاغل العمل، والندوات التربوية. وجاء الكتاب في 538 صفحة من القطع المتوسط وتكون من سبعة فصول، وثلاثة عشر مبحثاً، بالإضافة إلى ملحقاته ومراجعه، تحدث الفصل الأول عن مشكلة البحث وأبعادها، من خلال التعريف بها، مع عرض أسئلة البحث، وفروضه، وأهدافه، وأهميته وحدوده، ومصطلحاته. واحتوى الإطار المفهومي على ستة مباحث، تناول المبحث الأول تمهين التعليم، فبدأ بتعريف المهنة، وأوضح معاييرها، وتكلم عن معايير الاختيار للالتحاق بمهنة التعليم، ومعايير الإعداد لمهنة التعليم، وتحدث المبحث الثاني عن أدوار المعلم تجاه مهنته، وطلابه، ومجتمعه، ومجتمعه المدرسي، وأسرته. والمبحث الثالث قصر على ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم، فعرّف الميثاق، ثم الميثاق الأخلاقي في مهنة التعليم، وأثره في اتجاهات المعلمين نحو التميز في مهنتهم. والمبحث الرابع كان عن المواثيق الأخلاقية لمهنة التعليم في الوطن العربي، ودول الخليج. والمبحث الخامس تركز الحديث فيه عن ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم في ضوء سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية، فتناول أهداف الميثاق، ونص على رسالة التعليم، وتحدث عن المعلم، ومهنة التعليم. بينما قصر المبحث السادس على وسائل تحقيق الميثاق الأخلاقي المستمدة من سياسة التعليم بالمملكة العربية السعودية. وتناول الفصل الثالث الدراسات السابقة فبدأ بالدراسات العالمية، ثم العربية، والمحلية. والفصل الرابع اشتمل على سبعة مباحث تحدث المبحث الأول عن محاور التربية الأخلاقية، والمبحث الثاني تناول تأصيل مفهوم التربية الأخلاقية عند الأنبياء والصحابة، وتطرق إلى التربية الأخلاقية في الفكر التربوي الإسلامي. في حين خصص المبحث الثالث للحديث عن خصائص التربية الأخلاقية، ووسائلها. والمبحث الرابع اختص بميادين التربية الأخلاقية، وكان الحديث في المبحث السادس عن الاتجاهات وتعريفها، وأثرها في الآراء والسلوك.
نجوى الأحمد - الرياض