د. محمد أحمد الجوير ">
في فترة وجيزة لم تتجاوز أشهرها عدد أصابع اليد الواحدة، بات ذكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على كل لسان، ذكر مفعم بالحسن والبهاء والطيب، استطاع أن يأسر القلوب ويسيطر على العقول، بخطواته المحسوبة ليس للوطن فحسب، لكن للأمة العربية والإسلامية ولإنسانية جمعاء، التاريخ المعاصر لن ينسى ما أقدم عليه هذا الملك الإنسان، سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي، وما تشهده بلادنا منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد من حراك سياسي لافت، دليل ظاهر على ما يتمتع به من حنكة وحكمة أكسبت المملكة العربية السعودية شهرة عالمية، باتت حديث العالم وتقدير زعمائه، عاصفة الحزم لإعادة الشرعية لجمهورية اليمن الشقيق، خطوة أقدم عليها هذا العقل المحنك، لتعلن عهدا جديدا لأمتنا العربية والإسلامية، تعيد لها مجدها وكرامتها، وبعزمه وإصراره، شكّل تحالفاً إقليمياً وعربياً ودولياً تلبية لنداء الإغاثة من الحكومة الشرعية لجمهورية اليمن التي اختطفتها أيدي الحوثي وعلي عبدالله صالح، بدعم لوجستي من إيران الثورية، خطواته ومساعيه لا يختلف عليها اثنان، هي فقط، لحفظ اليمن وحدود المملكة من أي عدوان خارجي، دعماً لاستقرار المنطقة برمتها ولطماً لأصحاب النوايا الخبيثة، قرار الملك سلمان بانطلاق عاصفة الحزم لاقى صدى ترحيبياً صارخاً من لدن شعبه الوفي ومن جميع دعاة السلام في العالم، سار على نهج والده، مؤسس هذه الدولة -طيب الله ثراه- وعلى خطى إخوانه الميامين في الوقوف في وجه العدوان والطغيان، والسير على خطى منهج هذه الدولة أعزها الله في إغاثة ودعم الملهوفين والمكلومين والمنكوبين وجميع المحتاجين في أنحاء العالم، مما أكسب دولتنا أعزها الله صفة الإنسانية، منطلقة من التوجيه الرباني ( وتعاونوا على البر والتقوى ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) فانطلقت إسهامات المملكة حرسها الله في دعم كل عمل خيّر، وتقديم الغوث والمساعدة والنجدة لكل محتاج وملهوف ومكروب ومستجير، محلياً وعربياً وإسلاميا وعالمياً، بذلاً بلا حدود، وعطاءً بلا منه ولا أذى، ابتغاءً للأجر والثواب، وكذلك من باب الواجب الديني والإسلامي والدور الريادي الملقى على عاتقها عربياً وإسلامياً، باعتبارها مهد الرسالة، ومهبط الوحي، وقبلة المسلمين والملاذ الآمن لكل عربي ومسلم، ظلت حكومة المملكة العربية السعودية تتلمس معاناة النكوبين وآلام المحتاجين في مختلف أنحاء العالم، تمتد آياديها إليهم بالدعم السخي والعطاء اللامحدود، ومن هذا المنطلق الخيّر، أعلن الملك الإنسان، عن إنشاء (مركز الملك سلمان للإغاثة) ومقره العاصمة الرياض، ليكون بصمة من بصمات الخير لهذا الملك المظفر، من خلال هذا المركز تمتد آيادي المملكة لكل محتاج وملهوث في اليمن الشقيق وغيره من شعوب العالم المنكوبة والمصابة بالكوارث والحروب الظالمة، من الحكام الطغاة الذين ابتليت بها بلدانهم وشعوبهم، أمر الملك سلمان بإنشاء هذا المركز، دليل كاف على حرصه على مبدأ الاستقرار للشعوب المسالمة، لتتجاوز محنتها، ووقوفاً في وجه المتربصين بها، كل ذلك لاقى صدى واسعاً ترحيبياً من كل الأطياف السياسية اليمنية وغيرها، ومن كل المحبين للسلام، مواقف الملك الإنسانية من خلال بوابة إغاثة الشعوب، لن تنسى على مر التاريخ وسيسجلها بمداد الصدق والإخلاص للأخوة والإنسانية، هذا المركز الإغاثي، الذي توشح باسم الملك سلمان، يعده الساسة، دعماً سخياً من حكومتنا الرشيدة، جاء في وقت تتعرض فيه كثير من الشعوب لاسيما العربية والإسلامية، إلى حروب ضارية من الطغاة والمتمردين وأعوانهم الذين انقلبوا على شعوبهم، وقتلوا الأنفس، ودمروا الأرض، وتسببوا في حدوث أزمات وكوارث كبيرة في بلدانهم، هذا الموقف السعودي المتمثل بانطلاق عاصفة الحزم وتأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة، للوقوف بجانب الشعوب المنكوبة، وتخصيص مبلغ كبير له، ليس وليد اليوم، بل هو امتداد لمواقف إيجابية كثيرة، دأبت المملكة عليها طوال تاريخها في مجمل القضايا السياسية والإنسانية، ووقفة الملك سلمان الحانية مع الشعب اليمني خاصة، غير مستغربة، توضح الفرق بين صاحب الآيادي الخيّرة الذي اعتاد تقديم الدعم والسند، وذلك الذي لم يقدم سوى السلاح والموت والدمار والخراب، والمنصفون يعدون مكارم الملك سلمان، للشعب اليمني الشقيق، بدءاً من عاصفة الحزم إلى إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة، إضافة خيّرة إلى السجل الحافل لهذا القائد الفذ، في دعم التضامن العربي، وإغاثة الشعب اليمني في أحلك اللحظات، ليضاف إلى سجل المملكة الناصع في إغاثة ودعم اشقائها العرب بصفة خاصة، والإنسانية بصفة عامة ،خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، مافتئ يضع بصماته الخيّرة هنا وهناك، مما زرع محبته في قلوب شعبه وشعوب العالم ،وأخيرا ستبقى عاصفة الحزم وإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة، شهدان لهذا البطل الهمام، وسببان مباشران بإذن المولى، لدفع البلاء عن هذه البلاد المباركة، وتلك سنّة من السنن الحميدة لهذه القيادة الرشيدة والمتعاقبة، دأب الجميع خلف عن سلف بالتمسك بها ابتغاء ما عند الله، لا تنتظر من قريب أو بعيد، جزاء ولا شكورا.. ودمتم بخير.