فواز بن مطر الشمري ">
قبل أيام قمت بزيارةٍ لأحد الأصدقاء المنومين في مستشفى حوطة سدير العام لعارضٍ صحي ألمَّ به، وحقيقةً أني خرجت من هذه الزيارة بفرحتين، فالفرحة الأولى هي تماثل صديقي للشفاء، وأما الفرحة الثانية فهي ما رأيته من مبادراتٍ إنسانية نابعة من مسؤولية صادقة تجاه الوطن والمواطنين يقدمها مستشفى حوطة سدير العام، ولا أخفيكم سراً بأني وقفتُ على مبادرتين إنسانيتين كريمتين كان لهما الأثر الكبير في نفسي.
فالمبادرة الإنسانية الأولى هي بطاقة أولية للمسنين، والتي تضمن للمسن الحاصل على هذه البطاقة سرعة تقديم الخدمة الصحية له دون طوابير الزحام وقوائم الانتظار أثناء زيارته للمستشفى، وفي حال عدم استطاعته الحضور يمنح له المستشفى الأولوية في الخدمة الصحية عبر برنامج الرعاية المنزلية.
وفي هذه المبادرة الإنسانية الكريمة، امتثالٌ لمبادئنا الدينية وقيمنا المجتمعية التي جاءت بتوقير الكبير ومعرفة حقه وواجبنا تجاه، وتجسيد لأسمى معاني الإنسانية لهذه الفئة الغالية على المجتمع.
وأما المبادرة الإنسانية الثانية، فهي خاصة بالأطفال المنومين في المستشفى, وتتمثّل هذه المبادرة في وضع عبارة (أنا ممرضتي فلانة) على البطاقة التعريفية للمريض.
وفي هذه المبادرة محاولة صادقة لبناء علاقة حميمية بين الطفل وممرضته، ولا يخفى على أحدٍ الأثر النفسي لهذه المبادرة على الطفل داخل المستشفى، وانطلاقاً من المواطنة الصالحة لا أجد إلا أن أقف إجلالاً وإكراماً لمثل هذه المبادرات الإنسانية الخيّرة والتي نحن بأمسّ الحاجة لمثلها ليس على صعيد الصحة وحسب، بل المؤمل والمرجو أن تُعمم مثل هذه المبادرات في مختلف القطاعات الحكومية الأخرى، فالمبادرات الإنسانية هي من تصنع الفرق بين الشعوب وتساهم في رقي الجنس البشري وتضمن لنا حياةً كريمة.
ختاماً: من منطلق المواطنة واحتفاءً بمثل هذه المبادرات يجب أن أقول: شكراً لمستشفى حوطة سدير على مثل هذه المبادرات الإنسانية الخيرة.