د. أحمد بادويلان ">
لا نريد أن يكون الغرب مثلنا الأعلى في كثير من التجارب الإنسانية والعلمية والعملية .. ولكننا، في ظل تراخينا في التفكير وإعطاء فرص السبق للغرب في كل شيء ، نجد أنفسنا مضطرين لاسيتراد بعض التجارب الناجحة في محاولة للاستفادة منها بعد أن نصبغها بالطابع الذي نريده والذي يتماشى مع عقيدتنا ومبادئنا الإنسانية والاجتماعية الخيرة. ويحفل التاريخ الإسلامي المعاصر القريب أو البعيد بالعديد ممن أوقفوا أموالهم ومشاريعهم وتجارتهم لتدريس طلبة العلم ومساعدة المحتاجين ولا يتسع المجال هناك لذكر بعض تلك النماذج المشرقة.
وقبل الخوض في التجربة الغربية التي سوف أنقلها لكم - وهي غير خافية على الجميع - أود أن أشيد بالبذل السخي الذي يقدمه الموسرون والمقتدون من أموال و أشياء عينة للمؤسسات والهيئات الخيرية والإنسانية داخل المملكة وخارجها إضافة إلى ما يقدمونه للأفراد.
هذه المبالغ الضخمة التي تتفق لوجه الله طلبا لعفوه ومغفرته وشكراً لنعمه الظاهرة والباطنة، التي اسبغها علينا، ولا نزكيهم على الله.. فوالله الخير في هذه البلاد وأهلها باق إلى أن تقوم الساعة أقول لو جمعت ورصدت تلك المبالغ خلال عقد واحد من الزمن لبلغت مليارات من الدولارات وليس الريالات.. وعودة لموضوع الغرب وتجربته في هذا المجال أّذكر أن الهيئات والمؤسسات الخيرية لديهم تملك استثمارات ضخمة جداً فهي تجمع التبرعات ثم تستثمرها في مشاريع ناجحة جداً وتصرف من عائداتها وأرباحها بل تنمي رؤوس أموالها أيضاً لدرجة أن كثيراً من الهيئات الخيرية لديهم لأتعرف أين تتفق عوائدها فتقوم بمساعدة الجمعيات والهيئات الأصغر والأصغر في بلدانهم والدول الأخرى وينفقون نصيباً وافراً في جهود التنصير في العالم واقترح لنستفيد بشكل جيد من التجربة الغربية في هذا المجال أن تنشأ هيئة عليا لتنسيق العمل الخيري والإنساني والدعوي في المملكة يرأسها إحدى الشخصيات البارزة وهم كثر ويحبون عمل الخير ويسعون له.. تقدم لها الصدقات والهبات والإعانات (عدا الزكاة فلها مصارفها وضوابطها) ويجري إعداد دراسات جدوى اقتصادية لمشاريع ناجحة تستثمر فيها هذه الأموال ثم تقدم للمحتاجين والفقراء بشكل مدروس ومتقن.. وحتى المساكين والفقراء لماذا نقدم لهم المال؟ ونعودهم على الكسل والخمول؟ فلنشجعهم على كسب العيش ونفتح لهم المشاريع بالمشاركة، نصف العائدات لهم النصف والآخر لدعم المشاريع الخيرية والإنسانية.
أفكار كثيرة في هذا الإطار وهذا الطرح يمكن تداولها متي وجدت هذه الفكرة من يتبناها ويخدمها بشكل مدروس وجيد ولن نعدم أن نكون أفضل من الغرب في هذا المضمار وهذا لا يمنع من الاطلاع على تجاربهم والاستفادة منها بما يحقق أهدافنا وفق ضوابط شريعتنا السمحة ثم عاداتنا وتقاليدنا العريقة.