الجزيرة - المحليات:
أقامت ندوة الثقافة والعلوم فى دبي مساء الاثنين الماضي بالتعاون مع مجلس العويس الثقافي حفل تكريم للدكتور صالح بن حمد السحيباني بمناسبة انتهاء فترة عمله ملحقا ثقافيا بسفارة المملكة العربية السعودية في الإمارات وقد استضافت الندوة محاضرة يتحدث فيها السحيباني عن « تجربة العمل الثقافي في دولة الامارات العربية المتحدة، الملحقية الثقافية السعودية أنموذجا» بحضور جمع غفير من النخب الثقافية وبعض وفود مديري الجامعات الإماراتية وثلة من الملاحق الثقافيين العرب وبعض الدبلوماسيين وجمع كبير من المهتمين والمعنيين بالشأن الثقافي والوسط الإعلامي والأكاديمي وجمع من الطلبة السعوديين وعدد من منسوبي الملحقية الثقافية يتقدمهم الدكتور صالح الدوسري رئيس الشؤون الأكاديمية والملحق الثقافي المؤقت.
وقد استهل الكاتب الإماراتي المعروف الأستاذ على عبيد حديه الحفل بكلمة وداعية مؤثرة ألقت بظلالها على الحضور قال فيها: «هي واحدة من أصعب اللحظات في الحياة إنها لحظة الوداع ، خاصة عندما يكون من نودعه عزيزا على النفس أثيرا فى القلب محبوبا فى البعد والقرب، والدكتور صالح السحيباني واحد من الذين يعز على النفس أن تتصور مكان دون حضوره، حيث ملأ السمع والبصر بنشاط المحموم الثقافي وسيبقى كذلك، حتى لو أنه نأى عن المكان واستأثر به مكان آخر، فما تركه الملحق الثقافي السعودي فى قلوب محبيه أكبر من أن يغادر القلوب حتى لو غادر هو المكان»، وأضاف، تراه فى كل مكان.. وربما في أكثر من مكان في آن واحد كأني به قد استنسخ من نفسه أكثر من صالح كي لا يغيب عن حدث أو مناسبة تتوقع حضوره فيها، أو لا تتوقعه، وأضاف قائلاً « لم يكن الدكتور صالح السحيباني ملحقا ثقافيا للمملكة العربية السعودية في دولة الإمارات المتحدة وإنما كان سفيرا لثقافة مشتركة بين بلدين وشعبين شقيقين يمثلان حضارة واحدة وسفارة واحدة.
بدوره ألقى المحتفى به الدكتور صالح السحيباني كلمته مهنئا الجميع بحلول شهر رمضان المبارك وأضاف: لي شرف المشاركة في مرحلة كانت الملحقية في أفضل نشاطاتها، حقبة زمنية ستظل محفورة في ذاكرتي فأحاسيس السعادة والاعتزاز وشعور الفرحة والسرور تمتزج هذا المساء في نفسي وتختلج في جوانحي بصورة أشعر بها وأتقاسمها معكم وهي تزيد ولا تنقص غير أن اللسان يقف حائراً دون التعبير عنها لكن العيون تراها والقلوب تدركها إن عظم المسؤولية وذلك الاهتمام من القيادة الرشيدة كانت وما تزال حافزاً للملحقية لبذل المزيد من الجهود والعمل الدءوب نحو رسم خطوط عريضة للمحافظة على هذه الشراكة الثقافية وعدم الوقوف عندها فحسب بل الانطلاق بها قدماً نحو الأمام والسعي الجاد لتطويرها والارتقاء بها فمن هنا وهناك جاءت هذه الشراكة المثلى ذات الجذور العميقة بين البلدين في سياق تنفيذ رؤية القيادة الكريمة للبلدين الشقيقين الساعية وبكل إخلاص إلى تنمية التواصل الثري والتلاحم المتين بين البلدين الذي تمتد جذوره ضاربة في عمق التاريخ ، وأوضح أن الثقافة بأشكالها المختلفة تجسد أفضل أنواع التواصل بين الشعوب بوصفها إرثا ثقافيا يعزز علاقة الأفراد فما بينهم والشعوب مع بعضهم البعض، مبيناً أن الحركة الثقافية والفكرية في المملكة والإمارات تقفان على أرض صلبة هي التراث العربي والإسلامي مع انفتاحهما الواعي على النظريات والمعطيات الغريبة الحديثة لتستفيد من هذه التيارات وتلك المدارس دون أن تنصهر فيها.
وفي ختام حديثه عبر د. صالح السحيباني عن شكره الخالص وتقديره البالغ لجميع الجهات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات والمملكة على دعمها الكريم لأنشطة الملحقية واهتمامها بمساعدتها ولسعادة سلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة والأستاذ بلال البدور نائب رئيس مجلس الإدارة ، ومؤسسة سلطان بن على العويس وجميع القائمين على أعمالها وأعمال ندوة الثقافة والعلوم على مبادرتهما الكريمة و جهودهما الحثيثة وتعاونهما البناء في الفعاليات الثقافية التي احتضنتها الملحقية فى دولة الإمارات. مشيرا إلى أن ما حققته الملحقية من إنجاز هو بتوفيق الله أولا ثم بدعم المسئولين في المملكة ومساندة السفارة والقنصلية العامة في دبي والمكاتب الفنية التابعة للسفارة وجميع الجهات وتفاني وإخلاص الزملاء في الملحقية.