موسكو - سعيد طانيوس:
أنعشت زيارة ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس الوزراء، وزير الدفاع السعودي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، المرتقبة إلى روسيا اليوم الخميس، الآمال بإعادة بث الدفء في العلاقات بين المملكة وروسيا، بعد فتور شهدته خلال السنوات الأربع الأخيرة بسبب تباين مواقف موسكو والرياض من الأزمة السورية، وتمايزات في وجهات النظر حول بعض الأزمات الإقليمية الأخرى.
ونقلت صحيفة «كوميرسانت» الروسية الواسعة الانتشار، عن مصادر دبلوماسية سعودية قولها، إن صاحب السمو ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس الوزراء، وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان يصل روسيا اليوم الخميس في زيارة يحضر خلالها اجتماع منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، ويلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول روسي قوله: إن وفد المملكة الذي سيترأسه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان سيحضر اجتماع منتدى بطرسبورغ عندما يخاطب الرئيس بوتين المشاركين فيه، ثم يستقبل الرئيس الروسي شخصياً الأمير محمد بن سلمان.
وبحسب التحضيرات سيلقي الرئيس الروسي كلمته في منتدى بطرسبورغ غداً الجمعة.
وتهدف زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى إزالة الجمود في العلاقات السعودية الروسية بحسب الصحيفة، فيما ينظر خبراء إليها على أنها مقدّمة لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لروسيا تلبية لدعوة رسمية وجهها له الرئيس بوتين خلال محادثتهما الهاتفية في 20 أبريل/نيسان الماضي.
وذكر مصدر في الكرملين لـ»الجزيرة» أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا تكتسب أهمية خاصة ومميزة، كونها أول زيارة لسموه منذ تسلمه مناصبه في قيادة المملكة، ولأنها تشكل انتعاشاً للعلاقات بين البلدين بعد فترة فتور استمرت طوال السنوات الأربع الماضية، خصوصاً وأن زيارة سموه تتم في وقت تقاطع فيه معظم الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة موسكو وتفرض عليها عقوبات اقتصادية متصاعدة، على خلفية الأزمة الأوكرانية وضم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية.
وتبدأ زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان اليوم الخميس.
وأشاد قسطنطين دوداريف، الخبير في العلاقات الروسية السعودية، بزيارة ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا ولقائه المزمع مع الرئيس فلاديمير بوتين، وقال إن هذه الزيارة تأتي بعد حوالي أربع سنوات من تجميد العلاقات بين موسكو والرياض على خلفية الأزمة السورية.
ورأى الباحث الروسي الذي عمل في المملكة لسنوات عدة، أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يشغل مواقع حساسة في أعلى هرم السلطة، منها رئاسة لجنة الاقتصاد والتنمية ووزارة الدفاع الأمر الذي يضفي على زيارته الأولى لروسيا أهمية استثنائية.
وتحدث دوداريف الذي ألّف مؤخراً كتاباً عن المملكة تحت عنوان: «المملكة العربية السعودية حاضنة الإسلام في القرن الواحد والعشرين» عن الملفات التي سيتم بحثها أثناء زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ومدى ارتباط تنشيط العلاقات الروسية السعودية بالأحداث الدراماتيكية المتصاعدة في المنطقة والمواقف الدولية المتباينة منه.