غسان مصطفى الشامي ">
تنظر الحكومة الصهيونية الفاشية إلى أسرانا البواسل في سجون الاحتلال نظرة استحقار وإذلال، وتدعو إلى قتلهم وإعدامهم، وتضرب (إسرائيل) بعرض الحائط الاتفاقيات الدولية والمعاهدات الإنسانية كافة التي تتحدث عن حقوق أسرى الحرب والمعتقلون وحقوق الأسرى الفلسطينيين على وجه الخصوص.
يوما بعد يوم تتكشف لنا نوايا حكومة (نتنياهو) الفاشية الخبيثة تجاه الكثير من القضايا الفلسطينية المهمة، وكل يوم يعيش أسرانا البواسل في سجون الاحتلال معاناة وآلاما كبيرة، وتتربص الأمراض المستعصية بأجسادهم النحيلة، ويعيشون حياة أشبه بالموت من شدة العذابات والمعاناة اليومية، وبين الفينة والأخرى ترتفع أعداد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال، وفي كل وقت تقتحم سلطات الاحتلال أقسام السجون باستخدام القوة المفرطة ضد الأسرى.
نظرة الصهاينة وقادتهم إلى الأسرى الفلسطينيين الأبطال أنهم يستحقوا الإعدام والقتل، ليست جديدة بل يعود تاريخها إلى أكثر من 60 عاما، فمنذ نكبة فلسطين عام 1948م عملت سلطات الاحتلال على إذلال الأسرى الفلسطينيين، وتشغيلهم القسّري في ورش ومنشآت العصابات الصهيونية خلال حرب عام 1948م وبعدها حيث إنه تم تجميعهم في معسكرات الاعتقال الأولى التي وصل عددها إلى (22) معسكر اعتقال من الخيام؛ كما أن القادة الصهاينة يصرحون جهارا نهارا تصريحات حاقدة ومسيئة ضد الأسرى والفلسطينيين؛ حيث ذكرت مصادرنا التاريخية أن المجرمة (جولدا مائير) عندما كانت رئيس وزراء (إسرائيل) بين عامي 1969- 1947م قالت «أنا لا أجلس على كرسي لحكومة تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين، كما قال المجرم شارون عن الأسرى (يجب قتلهم كل يوم)، وصرح رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) قائلا (يجب تشديد الخناق على الأسرى الفلسطينيين) فيما وصفهم المجرم إيهود بارك (بالأفعى التي يجب سحقها) أما المجرم ليبرمان فقد قال «يجب إغراق الأسرى في البحر والعمل على سن قانون لإعدام الأسرى الفلسطينيين»، هذه تصريحات قليلة مما يصدر يوميا في وسائل الإعلام العبرية عن مواقف الصهاينة من الأسرى الفلسطينيين الأبطال؛ ولكن هذه التصريحات الإجرامية لا تضير أسرانا الصامدين ولا تفت في عضدهم ولا تضعف من عزيمتهم على مواجهة ظلم السجن والسجن وانتظار الفرج القريب وفك أسرهم.
يحيا اليوم أسرانا البواسل في سجون الاحتلال أوضاعا صعبة ومزرية وأحوالا هالكة، وسط استمرار اقتحامات السجون من قبل القوات المسماة بـ(متسادا) واستخدام القوة المفرطة بحقهم، واتباع سياسة الإهمال الصحي بحق الأسرى، فضلا عن الممارسات العنصرية اليومية بحقهم، حيث أصبحت أجساد الأسرى مرتعا للأمراض المزمنة والخطيرة بفعل جرائم إدارة مصلحة السجون الصهيونية بحقهم، وحرمانهم من العلاج اليومي والكشف الطبي الحقيقي على أيدي أطباء مختصين، وهناك عدد كبير من الأسرى هم بحاجة إلى فحوصات طبية وعمليات جراحية عاجلة إلى جانب المتابعة الطبية الحقيقية لأوضاعهم الصحية التي تزداد خطورة مما يتهدد حياة أسرانا بالموت؛ حيث أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن هناك ثلاثة أسرى يعيشون في أوضاع صحية في غاية الخطورة وهم سعيد البنا، ويوسف نواجعة وعبدالفتاح حوشية، حيث يعاني حوشية من مرض الأعصاب (بليبسا)، في حين يعاني الأسير المعاق نواجعة من شلل نصفي ويتنقل على عكازين، أما عدد الأسرى الذين يعانون من أمراض سرطانية فهم كثر وبازدياد بصورة يومية.
حكومة نتنياهو الفاشية تحمل حقدا أسود على أسرانا البواسل، فقد كشف مركز الأسرى للدراسات أن الحكومة (الإسرائيلية) تتبنى نهجا حاقدا على الأسرى حيث تبنى مكتب (نتنياهو) سياسة تحريضية ممنهجة ضدهم، فيما وصف (أفير جنلدمان) الناطق باسم (نتنياهو) الأسرى بالإرهابيين، كما تبعه «سلفان شالوم» نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الصهيوني الذي طالب بإعدام الأسرى الفلسطينيين، كما دعا وزير التعليم الصهيوني «نفتالي بينت» إلى قتل الأسرى، ووصفت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية (ميري رغيف) الأسرى بالحيوانات البشرية وينبغي التعامل معهم بما يتناسب مع ذلك، كما اقترح «داني دانون» وزير العلوم والفضاء الخارجي قانون شاليط الذي ينص على مضاعفة معاناة الأسرى وحرمانهم من الحقوق الأساسية.
إن الكيان الصهيوني الغاصب لا يرى المؤسسات الأممية والحقوقية، بل يواصل جرائمه بحق أسرانا البواسل، ويواصل انتهاك القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف ولا يلتزم بأدنى الحقوق الأساسية للأسرى الفلسطينيين قياساً بكل إدارات مصلحة السجون فى العالم.
إن ما يحياه أكثر من 5000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال فوق الأرض والسجون السرية تحت الأرض لا بد أن يكون شغل الفلسطينيين والمسلمين والعرب الشاغل، وأن تكون قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين هي القضية المركزية، والأساسية في الاجتماعات العربية كافة، ومطلبنا الأساسي هو تجيش الجيوش العربية والسلاح العربي لفك أسرى هؤلاء الأبطال.
أما آن الأوان لأن تنتهي معاناة أسرانا البواسل ويعودوا لأحضان أهلهم وأطفالهم، أما آن الأوان أن يحيا الأسير حياة كريمة وأن يرى شمس الحرية، وان يسعد بباقي أيامه وحياته القصيرة، أمام آن الأوان أن يتوقف مسلسل الموت البطيء لأسرانا البواسل في سجن الاحتلال؟