جولة «الجزيرة» في أسواق التجزئة تكشف عن «نهم» شراء يفوق الحاجة ">
الجزيرة - سفر السالم:
قامت «الجزيرة» بجولة ميدانية على عدد من أسواق بيع التجزئة للمواد الغذائية في الرياض، ولاحظت توافد الكثير من المواطنين بأعداد مهولة؛ وذلك لشراء السلع والاحتياجات المتعلقة بشهر رمضان. ورصدت الجولة قيام الكثير من أسواق التجزئة بحملات كبيرة من العروض، التي وصل عدد منها إلى انخفاض السعر إلى أقل من نصف السعر السابق. فيما نشط عدد من أصحاب المحال التجارية الصغيرة «بقالات»، التي تديرها عمالة وافدة، في تلك الأسواق التي بها عروض تخفيضات لاقتناء أكبر عدد من السلع، والتربح فيها في محالهم، وهذا جعل الكثير من مسؤولي الأسواق يسعون إلى إيجاد حلول للحد من ذلك، بوضع بطاقات إلكترونية، يحدد فيها للشخص شراء كميات معينة للسلع التي بها عروض. وخلال الجولة تحدث عدد من المتسوقين لـ»الجزيرة»، وقال شريف الحربي: الكثير من المستهلكين لا يوجد لديهم ثقافة الشراء والتوفير؛ فتشاهد أشخاصاً يشترون أصنافاً بكميات كبيرة، ربما مصيرها للمستودع الخاص بمنازلهم دون الاستفادة منها. مؤكداً أن هذه مشكلة أزلية لدى بعض الأسر؛ فهي التي ترهق ميزانيتها.ويضيف الحربي: الأسعار جيدة، ولم نلاحظ أية زيادات. بالعكس، هناك عروض على أصناف تستهلك في رمضان. مبيناً أن الدور الكبير على وزارة التجارة لمتابعة ومراقبة تلك الأسواق، وكذلك القسم الصحي بأمانة الرياض. أما المستهلك خالد الدحيم فيرى أن الناس تتسابق في الشراء مع دخول رمضان، وهذا يكشف لنا حجم الاستهلاك الكبير. مبيناً أن التسوق كبير، والصرف المادي يفوق الخيال، رغم أن الحاجة لا تتطلب تلك الكميات من الشراء، ولكن هي ثقافة متلازمة للمجتمع مع شهر رمضان. ويؤكد الدحيم أن حجم الشراء يتناقص مع الأيام؛ فالأسبوع الأول من رمضان ليس مثل الأسابيع الأخرى، وهذا يدل على أنهم يتبضعون بشيء غير معقول وفوق المعتاد. مؤكداً أن بعض الأسواق ربما تصطاد الناس في بعض العروض من خلال وضع عروض لبعض الأصناف، وأخرى تزيد من سعرها، ولكن بشيء بسيط؛ لكي لا ينكشفوا. وهذا يتطلب دور الرقابة من الجهات المعنية.
من جانبه، أكد يوسف القفاري، الرئيس التنفيذي لشركة العثيم، أن أسعار السلع الاستهلاكية، سواء الرمضانية أو غيرها، مستقرة، ولا يوجد أي ارتفاع في أي صنف من الأصناف. مؤكداً أن الزيادة فقط في الشراء؛ فالكثير من المستهلكين يشتري فوق حاجته في جميع الأصناف معتقداً بذلك أن الأسعار ارتفعت. ويضيف القفاري بأن ثقافة الشراء معدومة لدى المستهلكين؛ فنشاهد الكثير منهم خلال تسوقه يتبضع بكميات كبيرة في جميع الأصناف، وربما يشتري كميات تفوق احتياج الأسرة. مضيفاً بأننا بحاجة لتوعية المستهلكين لتنظيم وترتيب احتياجاتهم من الشراء خلاف ما نشاهده الآن من تسوق دون حاجة. ويشير القفاري إلى أن منافذ البيع في جميع محال التجزئة تستقبل أعداداً كبيرة منذ أيام عدة، خاصة قبل دخول رمضان، وقد تم توفير كل ما يحتاج إليه المستهلك لتغطية الطلبات الكبيرة. مشيراً إلى أن الأصناف التي يحرص عليها الناس في رمضان موجودة في الأصل من قبل، مثل المعجنات والمشروبات والحلويات وغيرها من السلع الاستهلاكية. وأضاف القفاري بأن هناك عروضاً كبيرة تقدمها شركات التجزئة في بعض السلع، لكنها تواجه مشكلة من بعض المحال الصغيرة، التي تقوم بشراء أي سلعة عليها عروض لبيعها بسعر السوق. مضيفاً بأنهم في شركة العثيم تم وضع بطاقة الولاء، وهي إلكترونية، التي حدت نوعاً ما من تحايل أصحاب المحال، والتي يديرها وافدون، من خلال وضع عرض لكل عميل لا يمكن أن يشتري به مرة أخرى إلا بعد فترة زمنية طويلة، وليس كما يمارسه في السابق بعض العمالة من شراء الأصناف المخفضة في وقت واحد. من جهة أخرى، قال مصدر بوزارة التجارة والصناعة، فضل عدم ذكر اسمه، إن الوزارة ترصد منذ فترة العديد من السلع التي يقبل عليها المستهلكون في رمضان لمنع أي نقص في الكميات أو زيادة في الأسعار، مؤكداً أن الوزارة أعدت خطة تتضمن إجراءات رقابية وتفتيشية مشددة على الأسواق، وهناك فرق مشكَّلة ميدانياً، تعمل لمتابعة ورصد أي ارتفاعات أو مخالفات في الأسعار.