د. زايد بن عجير الحارثي ">
المبتعث السعودي شامة في أعين الناس؛ فهو بالتميز معروف، وبحب الخير موصوف، ويتمتع بإمكانيات علمية ومهارات بحثية بارزة في مختلف الجامعات العالمية في دول الابتعاث؛ جعلته مؤهلاً للمشاركة في مؤتمرات دولية عالمية، تستضيفها أعرق وأرقى جامعات العالم.
وهذا التميز للمبتعث السعودي - أينما كان - دليلٌ على قوة مخرجات التعليم العام في المملكة، وما توليه قيادتنا الرشيدة للتعليم من أهمية كبيرة، واهتمامها بشأن الجميع في المجالات كافة.
وقد برز طلابنا المبتعثون في مختلف المؤتمرات العلمية بشهادة المحكمين في تحكيم الأوراق العلمية المقدَّمة من قِبل الطالب والمبتعث السعودي. فـ»نمذجة قبول وتبني حقيبة الإنجاز التعليمي في التعليم العالي السعودي من خلال تطوير نظرية مزدوجة مستندة إلى نظريات سابقة»، الذي كان عنواناً لورقة علمية قدمها المبتعث في ماليزيا محمد الزهراني في أحد أهم مؤتمرات المجلة الدولية للعلوم، المقام داخل مقر جامعة هارفارد في مبنى البحوث الجديدة ضمن قرابة 500 مشارك في جميع التخصصات، خلال دراسته لمرحلة الدكتوراه، التي حصل عليها في علوم الحاسب الآلي من جامعة التكنولوجيا الماليزية، كما حصل سابقاً على درجة الماجستير في إدارة تقنية المعلومات.. فهذه الورقة العلمية التي وصفها عدد من الأكاديميين بالمهمة وذات الجدوى واللافتة في حقل البحث العلمي تجعلنا فخورين بطلابنا المبتعثين الذين يحصدون ثمار الابتعاث بتميزهم وتفوقهم.
هذه المشاركات العلمية كانت محل تكريم من قِبل الملحقية الثقافية السعودية بماليزيا؛ فالمميزون من الطلاب والطالبات نكنُّ لهم تقديراً؛ لما قدموه؛ ليكون ذلك حافزاً للمزيد من الإبداع، ليس في الدراسة والتحصيل العلمي فقط ولكن حتى في المشاركات المتميزة في الفعاليات والأنشطة التي تقيمها الملحقية من خلال الأندية الطلابية السعودية. فالمبتعث الزهراني جسد نموذجاً رائعاً للأعمال التطوعية في خدمة الطالب والمبتعث السعودي، خاصة «الجدد» الذين وصلوا ماليزيا للمرة الأولى؛ إذ ساهم في توعيتهم بالأنظمة والقوانين الماليزية، ومساعدتهم، وتقديم النصائح في اختيار السكن والجامعة، وتعريفهم بوسائل المواصلات وخدمات الاتصالات ومعهد اللغة المناسب لهم، ومشاركته الفاعلة في مواقع وبرامج وتطبيقات التواصل الاجتماعي في تبادل الخبرات والأفكار، وكذلك من خلال مشاركته بوصفه «أميناً لمجلة طلابنا في ماليزيا» لعدديها الأول والثاني، التي تصدرها الملحقية الثقافية؛ إذ ساهم في أن يجعل هذه المجلة متنوعة في موادها، وغنية تناسب الجميع في طرحها بما يتوافق مع عادات وتقاليد المملكة، في صورة جمعت بين أصالة الماضي وروعة الحاضر، وجعلها حلقة وصل بين الطلاب السعوديين الدارسين في ماليزيا، وساهم من خلال موادها في تعزيز قيم الولاء والمواطنة وحب الوطن والمليك والاعتزاز بذلك.
وكذلك ما قدمه «الزهراني» فترة ابتعاثه، وانتهازه الفرص التي تقدمها الملحقية الثقافية السعودية بكوالالمبور للطلاب، خاصة في دعوتهم للمشاركة في المحافل الثقافية الدولية، كمعرضي الكتاب الدوليين في «جاكرتا»و»كوالالمبور»؛ إذ أبدع في الجانب التقني، وتزويد جناح المملكة بالتكنولوجيا الحديثة هو وفريقه من الطلاب الذين قدموا ما درسوه من علوم وفنون في مجال تخصصهم في جامعاتهم؛ لتكون جوانب جناح مملكتهم حقلاً تطبيقياً لهم.. وها هو الآن يعود إلى أرض الوطن، وفعل ذلك إنفاذاً لتوصية خادم الحرمين الشريفين لأبنائه المبتعثين والمبتعثات بأن يتسلحوا بالعلم والمعرفة؛ ليساهموا عند العودة في خدمة الدين ونهضة الوطن.
وفي الختام، نؤكد أن هذا هو المبتعث السعودي الذي يجسد القيم السعودية الأصيلة، وبجهوده يرفع رأس الوطن ورايته الخضراء.
في الحقيقة، لا نستطيع أن نوفي مشاعرنا تجاه طلابنا وما نراه منهم من حماس وتنافس وحضور مشرف في كل الأعراس الثقافية على مستوى الجامعة التي ينهلون منها العلم والمعرفة مع أعداد كبيرة من الطلاب الدوليين من مختلف الجنسيات، أو تلك العالمية، التي تشارك فيها دول من العالم الأول، ولكن في وقت الحصاد تكون مملكتنا الحبيبة - بفضل الله ثم بسواعد أبنائها - تحصد التميز والمراتب الأولى.. ومعارض ماليزيا وإندونيسيا والجامعات شاهدة على ذلك.
- الملحق الثقافي السعودي في ماليزيا